شركة أميركية تكشف عن مشروع لنقل الطاقة الشمسية من الفضاء إلى الأرض

بقلم:   جاد طرابيشي           |  Dec. 12, 2025

spacesun

كشفت شركة Overview Energy الأميركية عن مشروع طموح يهدف إلى تزويد الأرض بطاقة شمسية نظيفة ومستمرة من الفضاء الخارجي، عبر مجموعة أقمار صناعية تحصل على الطاقة ثم ترسلها إلى الأرض باستخدام أشعة الليزر.

تعتمد رؤية الشركة على نشر مصفوفات شمسية ضخمة في المدار الجغرافي الثابت GEO على ارتفاع يقارب 36,000 كيلومتر، وهي منطقة تتميز بسطوع شمسي دائم لا يتأثر بتعاقب الليل والنهار أو تقلبات الطقس، مما يتيح للألواح توليد الطاقة على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع.

ولإثبات جدوى هذه التقنية المعقدة قبل الانطلاق إلى الفضاء، أجرت الشركة مؤخراً تجربة ميدانية ناجحة وصفت بأنها الأولى من نوعها عالمياً لنقل الطاقة لاسلكياً من منصة متحركة. وخلال هذا الاختبار، قامت طائرة من طراز Cessna Caravan مجهزة بنظام ليزر وبصريات متطور بالتحليق وإرسال حزمة من أشعة الليزر تحت الحمراء إلى محطة استقبال أرضية تبعد عنها مسافة 5 كيلومترات. وقد نجح النظام في تثبيت الشعاع بدقة عالية على الألواح الشمسية الموجودة على الأرض رغم حركة الطائرة، مما أثبت قدرة التقنية على التعامل مع تحديات التوجيه والاستهداف التي ستواجهها الأقمار الصناعية مستقبلاً.

تستخدم تقنية Overview Energy موجات ليزر آمنة وذات كثافة منخفضة تقع ضمن طيف الأشعة تحت الحمراء القريبة، وهي مصممة خصيصاً لتكون متوافقة مع الألواح الشمسية التقليدية الموجودة حالياً في محطات الطاقة الشمسية التجارية. هذا التوافق يعني أن الشركة لن تضطر لبناء بنية تحتية جديدة ومعقدة للاستقبال على الأرض، بل يمكنها ببساطة توجيه الطاقة الفائضة من الفضاء ليلاً إلى مزارع الطاقة الشمسية القائمة بالفعل، مما يحولها إلى محطات تعمل 24 ساعة بدلاً من عملها خلال ساعات النهار فقط.

تمكنت الشركة حتى الآن من جمع تمويل أولي بقيمة 20 مليون دولار لدعم أبحاثها وتطوير أنظمتها، وهي تسير وفق جدول زمني طموح يبدأ بإطلاق قمر صناعي تجريبي إلى المدار الأرضي المنخفض LEO في عام 2028 لاختبار النظام في بيئة الفضاء الحقيقية.

وتخطط الشركة لبدء التشغيل التجاري الكامل بحلول عام 2030، حيث تستهدف نقل أول حزمة طاقة بقدرة ميغاواط من المدار الجغرافي الثابت، لتنافس بذلك شركات ناشئة أخرى في هذا السباق العالمي مثل Aetherflux و Star Catcher و Reflect Orbital.

وعلى الرغم من التحديات الهندسية والاقتصادية الكبيرة، مثل تكاليف الإطلاق الفضائي وضرورة تصنيع مئات الأقمار الصناعية العملاقة، فإن نجاح هذا الاختبار الجوي يعطي دفعة قوية لفكرة الطاقة الفضائية كحل مستدام لتلبية الطلب العالمي المتزايد على الكهرباء، لا سيما مع التوسع الهائل في مراكز البيانات وتطبيقات الذكاء الاصطناعي التي تتطلب مصادر طاقة موثوقة ومستمرة.



مشاركة