في خطوة تعكس التحول المتسارع في مفاهيم الحرب الحديثة، كشفت روسيا عن نظام قتالي متقدم يعتمد على دبابات روبوتية مُسيّرة عن بُعد، تُعرف باسم "شتورم" (Shturm)، والذي يهدف إلى تنفيذ المهام القتالية في المناطق عالية الخطورة مثل المدن والمواقع المحصنة، من دون تعريض حياة الجنود للخطر.
يتكون نظام شتورم من مجموعة دبابات روبوتية تُقاد عن بُعد بواسطة مركبة قيادة مركزية، تعمل على تنسيق حركتها وتنفيذ المهام القتالية. و يُعد النظام مشروعاً طموحاً من تطوير شركة "أورالفاغونزافود" الروسية، المصنّعة لدبابات T-72، وجاء بتكليف مباشر من وزارة الدفاع الروسية. أُعلن عنه لأول مرة عام 2018، إلا أن ظهوره في اختبارات ميدانية حديثة يشير إلى اقترابه من دخول الخدمة الفعلية بعد سنوات من التطوير المحدود.
يعتمد النظام على استخدام هياكل دبابات T-72A القديمة كأساس، حيث جرى تعديلها لتعمل بدون طاقم بشري، ما يُظهر توجّهاً روسياً نحو إعادة استخدام المعدات العسكرية المخزنة ضمن استراتيجية تخفيض التكاليف وتعظيم الفاعلية.
الدبابة الأساسية في هذا النظام مزودة بمدفع مُصغر من طراز D-414 عيار 125 ملم، مع سبطانة أقصر تسهّل استخدامها في الشوارع الضيقة. كما تحتوي على شفرة جرافة أمامية لإزالة الحواجز، وأنظمة دفاعية لحمايتها من التهديدات مثل القذائف الصاروخية.
رغم أن التصميم الأساسي يُفترض أن يكون غير مأهول، إلا أن لقطات الاختبارات تُظهر تواجد بعض الأفراد على متنها، ما يشير إلى أن النظام لا يزال في طور التجريب أو يُحتمل تشغيله بشكل هجين حتى يتم تطوير النسخ النهائية.
المنصة قادرة على قيادة ما يصل إلى فصيلة من الدبابات المسيرة ضمن مدى عملياتي يصل إلى ثلاثة كيلومترات، وتُدار جميعها من مركبة قيادة واحدة، ما يعزز من التنسيق والدقة في الهجمات.
وقد تم اختبار عدة نماذج قتالية من "شتورم"، تختلف في نوع التسليح بناءً على طبيعة المهام. النموذج الأكثر شيوعًا يتضمن دبابة بوزن 50 طناً مسلحة بمدفع رئيسي 125 ملم، بينما تُدرس إمكانية تزويدها لاحقًا بمدفع أكبر عيار 152 ملم. نسخة أخرى صُممت خصيصاً للقتال في الشوارع، وتضم قاذفات RPO-2 "شميل" الحرارية ومدفع رشاش ثقيل، بينما يجمع نموذج ثالث بين مدفعين آليين عيار 30 ملم ومدفع رشاش مع إمكانية إطلاق صواريخ حرارية. أما النموذج الرابع، فهو الأكثر تسليحاً، ويحتوي على 16 صاروخاً حرارياً غير موجه من عيار 220 ملم، يُشبه ما يُستخدم في أنظمة TOS-1A الروسية لتدمير التحصينات والمباني.
تعكس هذه المنظومة تطور العقيدة القتالية الروسية، التي بدأت تعطي أولوية للمركبات غير المأهولة ضمن سياق الحرب الحديثة، وخاصة في ظل التحديات التي فرضتها الحرب في أوكرانيا، حيث أصبح القتال الحضري وحرب الطائرات المسيرة جزءاً أساسياً من ساحة المعركة.