أعلنت وزارة الدفاع الروسية عن دخول أول فوج قتالي متكامل من منظومة الدفاع الجوي S-500 الخدمة الفعلية، وهو ما يمثل انتقالاً للمنظومة من مراحل الاختبارات الميدانية المحدودة إلى الانتشار العملياتي الكامل ضمن شبكة الدفاع الجوي والفضائي الروسية.

تهدف هذه الخطوة إلى تعزيز قدرات الاعتراض الاستراتيجي، حيث صممت المنظومة للعمل كطبقة دفاعية عليا تتكامل مع المنظومات الحالية، مع التركيز على التعامل مع التهديدات الجوية والباليستية المتقدمة التي قد تتجاوز قدرات الأنظمة السابقة.

تعتمد المنظومة في مهام الرصد والتتبع بشكل رئيسي على رادار "ينيـسي" (96L6-TsP)، وهو رادار صفيف مرحلي نشط (AESA) مجهز لمهام الكشف المتطورة. يتميز هذا الرادار بتقنيات تتيح له العمل بنطاقات ترددية متعددة، مما يساعد في رصد الأهداف ذات المقطع الراداري المنخفض، مثل الطائرات الشبحية الحديثة. كما يستخدم الرادار نمط تشغيل يركز الطاقة في قطاع محدد بدلاً من المسح الدائري المستمر، وهو ما يرفع دقة التتبع ويمكّن المنظومة من التمييز بين الرؤوس الحربية الحقيقية والشراك الخداعية في الفضاء الخارجي، وتوجيه الصواريخ الاعتراضية نحو الأهداف الشبحية من مسافات بعيدة.

يتميز نظام S-500 بمدى اشتباك يصل إلى 600 كيلومتر، مع قدرة على الوصول إلى ارتفاعات تبلغ 200 كيلومتر، مما يدخله في نطاق "الفضاء القريب". تتيح هذه المواصفات للمنظومة اعتراض الصواريخ الباليستية العابرة للقارات، واستهداف الأقمار الصناعية الموجودة في المدارات المنخفضة، بالإضافة إلى التعامل مع الأجسام الطائرة بسرعات فرط صوتية (هايبرسونيك) تتجاوز 5 ماخ، وهي مهام تتطلب سرعة استجابة ودقة توجيه عالية.