أعلنت روسيا عن نوع جديد من الطائرات المسيرة التي تستخدمها في حربها ضد أوكرانيا، هي طائرات لا تتصل بمركز التحكم لاسلكياً عبر الأمواج الراديوية، بل تتصل مباشرة به عبر كابل من الألياف الضوئية.
تحاول روسيا تجنب التشويش الالكتروني التي نجحت أوكرانيا من خلاله بقطع اتصالات المسيرات الروسية مع مركز التحكم أو تشويش الأمواج الراديوية مما يجعل البيانات المنقولة غير واضحة، وهذا يمنع الروس عملياً من مراقبة الأجواء الأوكرانية ورصد التحركات في المناطق المحمية بأجهزة تشويش متنقلة.
بواسطة هذه المسيرة الجديدة تتمكن روسيا من تجنب هذا التشويش وتتمكن من نقل البيانات من المسيرة إلى مركز التحكم بسرعات كبيرة ودقة عالية مما يجعل إمكانية المراقبة والرصد في أفضل أحوالها.
لكن تعاني هذه التقنية من مشاكل وهي محدودية المسافة التي يمكن أن تتوغل بها المسيرة، فطول الكابل محدود و يزيد من وزن المسيرة مما يجعل حمولتها من الأدوات الأخرى محدوداً، كما أنه يحد من حركة ومناورة المسيرة حتى لا تتسبب بإلحاق الضرر به.
لكن في بعض الظروف المعينة والمناطق الحساسة حيث يكون التشويش على الإشارات الراديوية عالي جداً، تلعب هذه المسيرات دوراً كبيراً في تجاوز أي تشويش ونقل البيانات بسرعة وأمان إلى مركز التحكم والتشغيل.
مسيرات بكابل ألياف ضوئية
روسيا ليست أول من فكر بهذا الحل، فهناك حالياً شركة مقرها سنغافورة تنتج هذه الطائرات المسيرة وشركة ألمانية تعمل على تطويرها:
شركة Skywalker: تقدم هذه الشركة السنغافورية مجموعة من الطائرات بدون طيار تعمل بالألياف الضوئية، بما في ذلك النماذج المجهزة بالصواريخ و الكاميكازي. كما توفر أجهزة لتحويل الطائرات الرباعية المروحية الاستهلاكية إلى طائرات بدون طيار يتم التحكم بها عبر الألياف الضوئية.
شركة HIGHCAT: شركة ألمانية طورت طائرة بدون طيار تعمل بالألياف الضوئية و يتم اختبارها حاليًا في أوكرانيا.
وهكذا كما دائماً تبقى الحروب ساحة ليختبر الخصوم أفضل ما لديهم من تقنيات الكترونية و ذكية، وتطوير تقنيات وأدوات ووسائل جديدة تساعدهم في تخطي تقنيات الخصم وإلحاق الضرر به.