المفترس الرقمي: روسيا تطور مسيَّرة مستقلة يقودها الذكاء الاصطناعي

بقلم:   تامر كرم           |  July 10, 2025

russia-ai-drone

كشفت تقارير ميدانية أوكرانية عن نوع جديد من الطائرات المسيّرة الروسية التي وُصفت بأنها قفزة نوعية في الذكاء الاصطناعي العسكري. هذه الطائرة، التي يطلق عليها اسم "المفترس الرقمي"، تعتمد على خوارزميات ذكية تمكّنها من تحليل الميدان واتخاذ القرار بنفسها بشكل مستقل تماماً دون الحاجة إلى اتصال مباشر بالمشغل.

تعتمد المسيرة على تحليل الصور الحرارية والبصرية في الوقت الحقيقي، و تستطيع تحديد الهدف وتصنيفه ثم اتخاذ قرار الاستهداف دون أي تدخل بشري. هذه القدرة الذاتية في اتخاذ القرار تعني أنها لا تتأثر بالتشويش الإلكتروني أو بتعطيل نظام تحديد المواقع (GPS)، وهو ما يجعلها أكثر فاعلية في بيئة القتال الحديثة.

اللافت أن روسيا لم تُعلن رسمياً عن هذه المسيّرة، بل تم الكشف عنها بعد أن أسقطتها القوات الأوكرانية وقامت بتحليل مكوناتها. الجنرال الأوكراني فلاسلاف كلوشكوف كتب في منشور على لينكدإن أن المسيّرة "لا تحمل إحداثيات، بل تفكّر"، واصفاً إياها بـ"المفترس الرقمي". وتشير هذه التصريحات إلى اعتماد الطائرة على معالج Jetson Orin من شركة إنفيديا، وهو معالج فائق القدرة قادر على إجراء أكثر من 67 تريليون عملية في الثانية، ما يزوّد المسيّرة بقدرة هائلة على تشغيل أنظمة الذكاء الاصطناعي والتحكم الذاتي.

يشبه تصميم هذه المسيّرة إلى حد كبير تصميم منصة "شاهد" الإيرانية، إلا أن الفروقات التقنية بينهما جوهرية. فبينما تعتمد "شاهد" على برمجة محددة وأوامر مسبقة، فإن "المفترس الرقمي" يتمتع باستقلالية شبه كاملة، ويتفاعل مع محيطه لحظة بلحظة.

رغم أن شركة إنفيديا تمنع تصدير معالجاتها إلى روسيا رسمياً، إلا أن التقارير تشير إلى وصول هذه المكونات عبر قنوات السوق الرمادية، ما يثير تساؤلات بشأن فعالية العقوبات التقنية على الصناعات الدفاعية الروسية.

تمثل هذه المسيرة تحولاً كبيراً في تكنولوجيا الحرب الحديثة، حيث أصبح الذكاء الاصطناعي عنصراً فاعلًا ليس فقط في تحليل البيانات، بل في اتخاذ القرار وتنفيذ الضربات بشكل مستقل.



مشاركة