كشفت شركة روسآتوم الروسية، الرائدة عالمياً في مجال الطاقة النووية، عن تطوير روبوت مبتكر يشبه العنكبوت، مصمم لتسريع عمليات فحص اللحامات بالمنشآت النووية. هذا الروبوت، الذي قامت بتصميمه وتصنيعه شركة أتوم ماش (Atommash) التابعة لروسآتوم، يعد بزيادة سرعة الفحص بثلاثة أضعاف مقارنة بالتقنيات المستخدمة حالياً، مما يعزز الكفاءة والسلامة في القطاع النووي.
يُخصص الروبوت لفحص اللحامات السميكة والمعقدة في المكونات الحيوية للمفاعلات النووية، مثل أوعية الضغط ومولدات البخار، بما في ذلك مفاعلات VVER-1200 الحديثة. وتتمثل وظيفته الأساسية في إجراء فحص دقيق وشامل باستخدام تقنيات الموجات فوق الصوتية المتقدمة. يهدف هذا الفحص إلى الكشف عن العيوب الدقيقة التي قد لا تُرصد بالطرق التقليدية، مثل الشقوق، الفراغات، أو التآكل الداخلي، مما يضمن أعلى مستويات الجودة والسلامة التشغيلية.
تكمن أهمية هذا الروبوت في قدرته على تسريع عملية الفحص بشكل كبير، مما يُقلل من زمن توقف المحطات النووية للصيانة ويزيد من كفاءة التشغيل. يتميز الروبوت بهيكل متعدد الأرجل يُحاكي العنكبوت، مما يمنحه مرونة فريدة في الزحف على الأسطح المنحنية والعمودية، ويتسلق خطوط اللحام الطويلة بدقة وثبات كبيرين. يقوم بإرسال موجات فوق صوتية عالية التردد واستقبال انعكاساتها، ثم يحللها بواسطة نموذج صوتي متخصص لتحديد أي صدوع أو تشققات محتملة.
يعتمد الروبوت على نظام ملاحة ذاتي متطور يعمل بالذكاء الاصطناعي، مما يمكّنه من اختيار المسار الأمثل للفحص وتكييف حركته بمرونة وفقاً لشكل السطح المعقد. كما أنه مزود بكاميرات وأجهزة استشعار متقدمة ترسل البيانات بشكل فوري ومباشر إلى وحدة المراقبة، حيث يتابع المهندسون عمله لحظة بلحظة، ويمكنهم التدخل لتعديل المسار أو إعادة الفحص عند الضرورة، مما يضمن دقة وشمولية غير مسبوقة.
يمثل هذا الروبوت العنكبوتي خطوة هامة نحو مستقبل أكثر أماناً وكفاءة للطاقة النووية. فبقدرته على دمج الملاحة الذكية والفحص الدقيق بالموجات فوق الصوتية والسرعة الفائقة، لا يضمن الروبوت فقط أعلى معايير السلامة للمنشآت النووية، بل يفتح آفاقاً جديدة لخفض تكاليف التشغيل وتعزيز موثوقية إنتاج الطاقة.