سجل فريق طبي في الكويت رقماً قياسياً جديداً في موسوعة "جينيس" للأرقام القياسية لأطول مسافة بين جراح ومريض في عملية جراحية روبوتية. ربطت العملية بين مستشفى جابر الأحمد في الكويت ومستشفى "الصليب الأحمر" في مدينة ساو باولو البرازيلية.
قطعت الإشارات الرقمية مسافة هائلة تجاوزت 12 ألف كيلومتر (تحديداً 12,034 كم)، وهي المسافة الفاصلة بين الجراح الجالس خلف وحدة التحكم والمريض المستلقي على طاولة العمليات في الجهة الأخرى من العالم. تميزت هذه الجراحة بدقة متناهية وزمن استجابة قياسي، مما ألغى عملياً عائق المسافة وجعل الجراح والمريض وكأنهما في غرفة واحدة رغم المسافات الفاصلة بينهما.
ولضمان نجاح هذه العملية الحساسة، لعبت الشبكات المتطورة دور البطولة الخفي، حيث اعتمد الفريق الطبي على بنية تحتية رقمية فائقة السرعة. تميزت الشبكة بكفاءة عالية جداً، محققة زمن تأخير منخفضاً للغاية بلغ 199 مللي ثانية فقط، مع متوسط نطاق ترددي وصل إلى 80 ميغابت في الثانية، ونسبة فقدان للبيانات شبه معدومة (0.19%). كانت هذه المؤشرات التقنية حاسمة لضمان نقل حركة يد الجراح بدقة لحظية إلى الأذرع الروبوتية في القارة الأخرى دون أي تأخير قد يعرض حياة المريض للخطر.
قام الجراح المتواجد في الكويت بالتحكم الكامل في الروبوت الجراحي الموجود في البرازيل لإجراء عملية دقيقة لإصلاح "فتق إربي". واستخدم الطبيب أدوات التحكم الدقيقة لتحريك الأذرع الروبوتية التي قامت بالقص والخياطة والتعامل مع الأنسجة الحية للمريض البرازيلي بمهارة فائقة، وكأن الجراح يقف بجانبه.
ولم يقتصر الإنجاز على اتجاه واحد، بل أُجريت العملية بشكل ثنائي؛ حيث قام فريق برازيلي بإجراء عملية لمريض في الكويت، مستخدمين أنظمة روبوتية متطورة وتقنيات الاتصال المرئي عالي الدقة لضمان سلامة الإجراءات.
يعني هذا النجاح إمكانية استفادة المرضى في المناطق النائية أو الدول المختلفة من خبرات أمهر الجراحين العالميين دون تكبد عناء السفر. كما يؤسس لمرحلة جديدة من التعاون الطبي الدولي، حيث يمكن للأطباء تبادل الخبرات وإجراء الجراحات المعقدة، والتدريب عن بُعد، مما يرفع من كفاءة المنظومات الصحية ويعزز من جودة علاج المرضى حول العالم.