أميركا تطور رادار يتنصت على مكالمات الهواتف من مسافة 3 أمتار

بقلم:   جاد طرابيشي           |  Aug. 17, 2025

phone-radar

اكتشف باحثون من جامعة ولاية بنسلفانيا في الولايات المتحدة طريقة جديدة للتنصت على المكالمات الهاتفية عن بُعد، وذلك باستخدام نوع خاص من الرادارات. هذه التقنية لا تتطلب اختراق الهاتف أو تثبيت أي برامج خبيثة، بل تعتمد على ظاهرة فيزيائية بسيطة.

عندما تتحدث مع شخص عبر الهاتف المحمول، فإن الصوت الذي تسمعه من السماعة يسبب اهتزازات دقيقة جداً في سطح الهاتف نفسه. هذه الاهتزازات لا يمكن للأذن البشرية أو حتى الميكروفونات العادية التقاطها، لكنها تنتقل عبر هيكل الجهاز.

و باستخدام رادار الموجات المليمترية، المُستخدم في تطبيقات مثل السيارات ذاتية القيادة وأجهزة كشف الحركة، وهو نوع من الرادارات يستخدم موجات قصيرة جداً، مما يجعله حساساً لمثل هذه الاهتزازات الدقيقة.

يقوم رادار الموجات المليمترية بإرسال موجات دقيقة باتجاه الهاتف، وتعود هذه الموجات إليه بعد أن ترتد من سطح الهاتف. عندما يهتز سطح الهاتف بسبب الصوت، فإن هذه الاهتزازات الدقيقة تُحدث تغيرات طفيفة في الموجات المرتدة إلى الرادار. يقوم الرادار بالتقاط هذه التغيرات، ثم يقوم نظام كمبيوتر بتحليلها.

تحليل الاهتزازات وتحويلها إلى كلام

بعد أن يلتقط الرادار الإشارات المرتدة، يقوم الباحثون باستخدام تقنيات التعلم الآلي لمعالجة هذه البيانات وتحويلها إلى كلمات مفهومة. المشكلة هي أن هذه الإشارات تكون مشوشة وغير واضحة، لذا فإن أنظمة التعرف على الكلام العادية لا يمكنها فهمها.

لحل هذه المشكلة، قام الفريق بتعديل نموذج مفتوح المصدر للتعرف على الكلام يسمى Whisper. عن طريق إعادة تدريب جزء صغير جداً من هذا النموذج (1% فقط)، حتى أصبح قادراً على فهم هذه الإشارات المشوشة وتحويلها إلى نص.

رغم أن دقة هذه التقنية تصل إلى 60% حالياً، إلا أنها لا تزال كافية للحصول على فكرة عامة عن فحوى المحادثة. ومع التطورات المستقبلية، قد تصبح هذه الطريقة أداة قوية جداً للتجسس.

أهمية هذا الاكتشاف والتحذير منه

يؤكد الباحثون أن هدفهم من هذا الاكتشاف هو التوعية بالخطر المستقبلي الذي يمكن أن يشكله هذا النوع من المراقبة. فبمجرد تطوير هذه التقنية، يمكن للأطراف الخبيثة استخدام أجهزة رادار صغيرة ومخفية للتنصت على المحادثات الحساسة.

هذا البحث يوضح كيف أن حتى أدق الاهتزازات غير المرئية يمكن أن تحتوي على معلومات قيمة، ويذكرنا بضرورة الانتباه إلى المخاطر الجديدة التي تهدد خصوصيتنا في عالم التكنولوجيا.

نُشر البحث، المدعوم من المؤسسة الوطنية للعلوم، في وقائع المؤتمر الثامن عشر لجمعية مكائن الحوسبة (ACM) حول الأمن والخصوصية في الشبكات اللاسلكية والمتنقلة.



مشاركة