نفق بوتين-ترامب: روسيا تقترح إنشاء نفق تحت الماء بين روسيا وأميركا

بقلم:   جاد طرابيشي           |  Oct. 18, 2025

putin-trump-tunnel

في خطوة أثارت اهتماماً عالمياً، اقترح كيريل دميترييف، الممثل الخاص للرئيس الروسي فلاديمير بوتين لشؤون الاستثمار ورئيس صندوق الثروة السيادية الروسي، مشروعاً طموحاً لإنشاء نفق تحت الماء يربط روسيا بالولايات المتحدة عبر مضيق بيرينغ.

يحمل المشروع اسماً رمزياً هو "نفق بوتين-ترامب"، ويهدف إلى أن يكون رمزاً للوحدة بين البلدين، إضافة إلى فتح المجال أمام التعاون في التنقيب عن الموارد الطبيعية وتطوير البنية التحتية العابرة للقارات.

الاقتراح نُشر عبر منصة "إكس"، حيث وصف دميترييف المشروع بأنه امتداد لحلم قديم يعود إلى أكثر من قرن، حين طُرحت فكرة الربط بين سيبيريا وألاسكا عبر السكك الحديدية في عام 1904. كما أشار إلى خطة روسية سابقة عام 2007 لإحياء هذا الربط، ما يشير أن المشروع ليس وليد اللحظة، بل يمثل تطوراً لرؤية استراتيجية طويلة الأمد. لكن توقيت إعادة طرحه الآن يأتي في سياق جيوسياسي معقد، حيث تسعى روسيا إلى تعزيز حضورها في مشاريع البنية التحتية الكبرى، وتقديم نفسها كشريك دولي في زمن تتغير فيه التحالفات الاقتصادية والتقنية.

يقع مضيق بيرينغ بين أقصى شرق روسيا (منطقة تشوكوتكا) وأقصى غرب الولايات المتحدة (ولاية ألاسكا). يبلغ عرض المضيق حوالي 82 كيلومتر عند أضيق نقطة، ويفصل بينهما بحر بيرينغ الذي يتميز بظروف مناخية قاسية، تشمل الجليد البحري والرياح القطبية. في منتصف المضيق تقع جزيرتا ديوميدي، إحداهما روسية والأخرى أميركية، ولا يفصل بينهما سوى أربعة كيلومترات، ما يجعل الموقع فريداً من نوعه من حيث القرب الجغرافي بين القوتين العالميتين.

المشروع المقترح يتضمن إنشاء نفق بطول 112 كيلومتر تحت الماء، مخصص للسكك الحديدية والشحن، بتكلفة تقديرية تبلغ ثمانية مليارات دولار. التمويل سيكون من الحكومة الروسية إلى جانب شركاء دوليين، ويُتوقع إنجازه خلال أقل من ثماني سنوات.

يتطلب المشروع هندسة متقدمة لمواجهة التحديات التضاريسية والبيئية، مثل قاع البحر المتجمد، النشاط الزلزالي المحتمل، والحاجة إلى أنظمة تهوية وأمان متطورة تضمن سلامة النقل في بيئة نائية وبعيدة عن مراكز الإنقاذ التقليدية.

رغم أن المشروع لا يزال في مرحلة الفكرة ولم يُعلن عن خطوات تنفيذية رسمية أو موافقة أميركية، إلا أن طرحه بهذا الشكل العلني يعكس رغبة روسية في فتح باب النقاش حول مشاريع استراتيجية تربط بين القارات، وتعيد تشكيل خريطة التعاون الدولي. كما أن استخدام اسم "بوتين-ترامب" يحمل دلالة رمزية وسياسية، تهدف إلى استحضار فترة شهدت تقارباً نسبياً بين البلدين، وربما محاولة لإعادة بناء جسور التواصل في زمن التوترات المتصاعدة.



مشاركة