بعد أكثر من 50 عاماً على انتهاء برنامج أبولو؛ انطلقت الاثنين أول رحلة أمريكية تهدف الوصول إلى القمر. وقد حمل صاروخ فولكان على متنه مركبة الفضاء بيرغرين. نجح الصاروخ الذي تم تجربته لأول مرة في مهمته و انفصلت عنه مركبة الهبوط القمرية بيريغرين لتبدأ رحلتها البطيئة إلى سطح القمر.
لكن حدث خلل في المركبة إذ فقدت القدرة على توجيه اللوح الشمسي بشكل صحيح نحو الشمس؛ هذا اللوح الذي يقوم بشحن البطارية التي تزود المركبة بالطاقة. قام المهندسون بإصلاح العطل ثم ظهر عطل في المحرك الدافع للمركبة والذي يسبب فقدان قوة الدفع؛ تبين لاحقاً أن السبب هو تسرب وقود الهيليوم بسبب مشكلة في صمام الخزان الضاغط له.
ماهي المركبة بيريغرين؟
هي مركبة فضائية صغيرة صممتها شركة أستروبوتيك للهبوط على سطح القمر. تبلغ سعتها 120 كيلوغرام ارتفاعها 1.9 متر وعرضها 2.5 متر. تقوم بتوصيل الحمولات إلى مدار وسطح القمر. تحتوي نظام حاسوبي يتحمل الإشعاع ويتولى مهمة الهبوط المستقل والآمن في بيئة الفضاء الصعبة.
تمتلك المركبة نظام دفع مكون من 5 محركات رئيسية تقوم بجميع المناورات الفضائية من تصحيح المسار والدخول للمدار القمري إلى الهبوط على سطح القمر.
تستخدم المركبة لوح من الخلايا الشمسية لتوليد الطاقة وبطارية ليثيوم أيون لتخزين الطاقة. يتم توجيه اللوح الشمسي نحو الشمس كلما أمكن ذلك لتوفير توليد مستمر للطاقة، بينما يتم استخدام البطارية عندما لا تكون الشمس مرئية.
نجاح هندي وفشل روسي وأمريكي
يذكر أن مركبة الفضاء الهندية "تشاندريان-3" نجحت في الهبوط على القطب الجنوبي للقمر في شهر أغسطس/آب عام 2023 بعد عدة أيام من فشل مركبة روسية في مهمة مماثلة لكن المركبة الروسية تحطمت أثناء محاولة الهبوط وليس في الطريق. وهاهي اليوم أمريكا تفشل في الوصول للمستوى الذي وصلته الهند قبل عدة أشهر وهي التي تمكنت من فعل ذلك قبلها بأكثر من 50 عاماً.
ماذا بعد
ستقوم شركة أستروبوتيك بإطلاق مركبة ثانية أكبر من بيريغرين اسمها غريفين هذا العام وهذه المرة على متن صاروخ ستارشيب الصاروخ الذي تجربه سبيس إكس. ويذكر أن مركبة غريغرين كانت أول مركبة أميركية لشركة خاصة تحاول الهبوط على القمر.
قررت ناسا بعدها تأجيل رحلة إلى القمر اسمها أرتميس 2 كانت مقررة هذا العام وستحمل رواد فضاء إلى مدار القمر لكنهم لن يهبطوا على سطحه. وستقوم مركبة أوريون بمهمة حمل رواد الفضاء التي تم اختبارها سابقاً في أرتميس 1 عندما دارت حول القمر وعادت إلى الأرض بنجاح. ثم ستقوم المركبة في العام 2025 وبعد التأجيل ربما سيصبح 2026 بالهبوط برواد فضاء على سطح القمر في مهمة أرتميس 3.