تسلّمت باكستان من تركيا السفينة الحربية المتطورة "بي إن إس خيب"ر، وهي واحدة من فئة ميلجيم التي تُعدّ حالياً من أهم مشاريع التعاون الدفاعي بين البلدين.
هذه السفينة هي الثانية التي تُبنى في إسطنبول ضمن عقد يشمل 4 سفن، بينما تُصنّع السفن الأخرى في كراتشي، في خطوة تعكس انتقالاً فعلياً لتكنولوجيا بناء السفن الحربية إلى باكستان، وليس مجرد توريد جاهز.
تتميز "بي إن إس خيبر" بتصميم هندسي متقدم، إذ جرى تشكيل الهيكل والسطوح العلوية بطريقة تقلل المقطع الراداري إلى حد كبير، ما يجعل رصدها أصعب في بيئات الحرب الحديثة. هذا التخفيض في البصمة يمنح السفينة قدرة أكبر على الاقتراب من مناطق التهديد وتنفيذ مهامها بمرونة أعلى، خصوصاً في العمليات التي تتطلب مراقبة صامتة أو مرافقة قوافل بحرية في مناطق حساسة.
وتحمل السفينة منظومة تسليح متقدمة تشمل نظام الإطلاق العمودي للصواريخ، وهو ما يسمح بإطلاق صواريخ دفاع جوي أو صواريخ هجومية من أماكن مخفية داخل بدن السفينة، كما تمتلك صواريخ مضادة للسفن بعيدة المدى قادرة على ضرب أهداف في عرض البحر بدقة عالية. كما تضم مدفعاً رئيسياً موجهاً بالليزر وأنظمة إطلاق طوربيدات مخصصة لمهام مكافحة الغواصات، إلى جانب رادارات ثلاثية الأبعاد وسونار مثبت على البدن قادر على كشف التهديدات تحت السطح. وتتكامل هذه الأنظمة مع منظومة إدارة معارك رقمية متقدمة تتيح للسفينة العمل ضمن شبكة واسعة من الوحدات البحرية والجوية.
يبلغ طول السفينة نحو 109 أمتار، وتصل إزاحتها إلى حوالي 3000 طن، مع قدرة على الإبحار لمسافة تتجاوز 3500 ميل بحري والبقاء في البحر لمدة تصل إلى 15 يوماً دون دعم مباشر. وتستطيع بلوغ سرعة تقارب 30 عقدة بفضل نظام دفع هجين يجمع بين محركات الديزل والتوربين الغازي. هذه المواصفات تجعلها سفينة متعددة المهام قادرة على تنفيذ عمليات الدفاع الجوي، والحرب المضادة للغواصات، وحماية خطوط الملاحة، وحتى المشاركة في مهام الردع البحري.