لأول مرة صاروخ نيو جلين ينجح في استعادة معززه

بقلم:   جاد طرابيشي           |  Nov. 13, 2025

newglenn2

في خطوة تاريخية، نجحت شركة بلو أوريجين المملوكة لجيف بيزوس في إطلاق صاروخها العملاق نيو جلين من قاعدة كيب كانافيرال بفلوريدا يوم 13 نوفمبر 2025. هذا الإطلاق حمل مهمة علمية بالغة الأهمية لوكالة الفضاء الأميركية ناسا، حيث انطلقت مركبتان فضائيتان صغيرتان ضمن مشروع ESCAPADE في طريقهما إلى المريخ لدراسة الغلاف المغناطيسي للكوكب الأحمر. ومن المتوقع أن تصل هذه المركبتان إلى وجهتهما بحلول عام 2027، لتساهم في فهم أعمق لتاريخ المريخ وكيفية فقدانه لغلافه الجوي عبر الزمن.

الحدث لم يكن مجرد إطلاق ناجح، بل تضمن إنجازاً تقنياً لبلو أوريجين يتمثل في إعادة المرحلة الأولى من الصاروخ والهبوط بها بدقة على سفينة مسيّرة في المحيط الأطلسي. هذه هي المرة الأولى التي ينجح فيها صاروخ نيو جلين في استعادة معززه بعد أن فشلت المحاولة الأولى في يناير 2025. نجاح عملية الهبوط يضع الشركة في منافسة مباشرة مع سبيس إكس التي راكمت خبرة طويلة في إعادة استخدام صواريخها، ويؤكد أن بلو أوريجين باتت لاعباً رئيسياً في سوق الصواريخ الثقيلة القابلة لإعادة الاستخدام.

صاروخ نيو جلين يتميز بمواصفات ضخمة تجعله من بين أكبر الصواريخ العاملة حالياً. يبلغ ارتفاعه نحو 98 متراً وقطره سبعة أمتار، وهو مزود بسبعة محركات BE‑4 تعمل بالميثان السائل والأكسجين السائل في المرحلة الأولى، إضافة إلى محرك BE‑3U في المرحلة العليا. يستطيع الصاروخ حمل ما يصل إلى 45 طناً إلى المدار الأرضي المنخفض، وحوالي 13.6 طن إلى المدار الانتقالي الجغرافي، وسبعة أطنان إلى مدار الانتقال القمري. كما صُممت المرحلة الأولى لتُستخدم حتى 25 مرة، وهو ما يعزز من جدوى إعادة الاستخدام ويخفض التكاليف بشكل كبير.

نجاح نيو جلين في هذه المهمة يعزز ثقة ناسا والشركاء التجاريين في قدرة بلو أوريجين على أن تكون جزءاً أساسياً من مستقبل الرحلات الفضائية إلى القمر والمريخ.



مشاركة