أعلنت شركة "ليوناردو" الإيطالية عن مشروع دفاعي جديد يحمل اسم "قبة مايكل آنجلو"، وهو نظام متكامل للدفاع الجوي صُمم خصيصاً لحماية البنية التحتية الحيوية والمناطق الحساسة من التهديدات المتطورة، مثل الصواريخ البالستية فرط الصوتية، والطائرات المسيّرة، إضافة إلى الهجمات السيبرانية.

هذه القبة ليست مجرد منظومة صواريخ تقليدية مضادة للطائرات والصواريخ، بل هي شبكة متعددة المجالات تُدار من خلال طبقة ذكية جامعة، تعمل على دمج البيانات الواردة من مئات المستشعرات والرادارات والأقمار الصناعية المختلفة. وبفضل خوارزميات الذكاء الاصطناعي المتقدمة والحوسبة السحابية، يمتلك النظام قدرة فائقة على تحليل كميات ضخمة من البيانات في أجزاء من الثانية لتحديد التهديدات القادمة وتوقع مساراتها، ومن ثم اختيار السلاح أو الوسيلة الأنسب لصد هذا الهجوم تلقائياً وبدقة عالية، سواء كان ذلك عبر التشويش الإلكتروني أو الاعتراض الصاروخي، مما يقلل بشكل كبير من زمن الاستجابة البشري ويزيد من كفاءة التصدي للأسراب الهجومية.

التصميم مستوحى جزئياً من تجربة "القبة الحديدية" الإسرائيلية، لكنه يتجاوزها من حيث النطاق والوظائف؛ فـ"قبة مايكل آنجلو" تهدف لأن تكون العمود الفقري للدفاع الأوروبي في مواجهة الحروب الهجينة والتهديدات السيبرانية وهجمات الطائرات المسيّرة الجماعية.

تم الكشف عن المشروع رسمياً في نوفمبر 2025 خلال فعالية في روما، بحضور مسؤولين من وزارة الدفاع الإيطالية وشركاء من حلف الناتو. ومن المتوقع أن تبدأ مراحل التنفيذ الجزئي خلال السنوات القليلة المقبلة، على أن يصبح النظام جاهزاً للعمل بشكل كامل وبقدرته التشغيلية القصوى بحلول عام 2028.

تعمل "ليوناردو" حالياً على اختبار النماذج الأولية وتطوير البنية البرمجية التي ستدير القبة، كما يجري العمل بالتوازي على تحديد المواقع الاستراتيجية التي ستُنشر فيها مكونات النظام، مثل القواعد الجوية والموانئ والمناطق الحضرية ذات الكثافة السكانية العالية.

يحمل الاسم "مايكل آنجلو" دلالة رمزية تشير إلى الإرث الفني الإيطالي العريق، لكنه في هذا السياق يعكس الطموح لبناء قبة دفاعية "متقنة التصميم"، تجمع بين التكنولوجيا المتقدمة والرؤية الاستراتيجية لحماية أوروبا من التهديدات المتغيرة.

ويأتي هذا المشروع في سياق أوسع لإعادة تشكيل القدرات الدفاعية الأوروبية، حيث تسعى دول الاتحاد إلى تقليل الاعتماد الكلي على الأنظمة الأمريكية، وتعزيز استقلالها الاستراتيجي في مواجهة التحديات الجيوسياسية المتصاعدة.