الصين تختبر المرحلة الأولى من صاروخها القمري "لونغ مارش-10"

بقلم:   تامر كرم           |  Aug. 16, 2025

long-march-10

أجرت وكالة الفضاء الصينية يوم الجمعة اختباراً ثابتاً ناجحاً للمرحلة الأولى كاملة الحجم من صاروخها الجديد "لونغ مارش-10"، وذلك في ميناء ونتشانغ الفضائي بجزيرة هاينان.

لم يكن هذا اختباراً لإطلاق الصاروخ إلى الفضاء، بل تجربة أرضية تهدف إلى تقييم أداء المحركات تحت ظروف تشغيل واقعية. وقد تم تثبيت المعزز على الأرض، ثم أُشعلت سبعة محركات من طراز YF-100K دفعة واحدة لمدة قاربت 30 ثانية، مولدةً قوة دفع هائلة بلغت نحو 990 طن، وهي أعلى قوة دفع يتم اختبارها في الصين حتى الآن.

أكدت وكالة الفضاء المأهولة الصينية (CMSA) أن هذا الاختبار أثبت قدرة المحركات على العمل المتزامن في ظروف تشغيل عادية وعالية الطاقة، وأسفر عن مجموعة كاملة من البيانات التقنية التي ستُستخدم في تطوير الصاروخ. ويُعد هذا الإنجاز خطوة حاسمة في مسار تطوير نظام الإطلاق المأهول الجديد، بعد نجاح اختبارات سابقة لمركبة الفضاء "مينغتشو" ومركبة الهبوط القمري "لانيوي"، ما يعزز جاهزية الصين للمرحلة التالية من برنامجها القمري.

صاروخ "لونغ مارش-10" هو صاروخ ثلاثي المراحل مزود بمعززين جانبيين، ويبلغ ارتفاعه 92.5 متر وقطره خمسة أمتار. يحتوي على 21 محركاً من طراز YF-100K، موزعة بواقع سبعة في المرحلة الأولى وسبعة في كل معزز، ما يمنحه قوة دفع تفوق بثلاثة أضعاف قوة دفع صاروخ "لونغ مارش-5"، أقوى صاروخ صيني حالياً.

يتمتع هذا الصاروخ بقدرة على إيصال حمولة تصل إلى 27 طناً إلى مدار انتقالي حول القمر، مما يجعله مناسباً تمامًا لمهام الهبوط البشري على سطح القمر.

وفقاً للخطط الحالية، ستُستخدم نسختان من صاروخ "لونغ مارش-10" لإطلاق مركبتين فضائيتين بشكل منفصل: المركبة المأهولة "مينغتشو" ومركبة الهبوط "لانيوي". ستلتقي المركبتان في مدار القمر قبل تنفيذ عملية الهبوط، وذلك في إطار مهمة مأهولة تستهدف الوصول إلى سطح القمر قبل عام 2030.

يمثل نجاح اختبار الإشعال الثابت للمرحلة الأولى من "لونغ مارش-10" نقطة تحول في برنامج الصين الفضائي، إذ يضع الأساس التقني لمهام الاستكشاف القمري المأهولة، ويؤكد جاهزية الصين لتطوير نظام نقل فضائي آمن وموثوق.



مشاركة