اليابان تُطلق أول مرحاض ذكي يُحلل برازك

بقلم:   جاد طرابيشي           |  July 31, 2025

smart-wc-toto

عُرفت الشركات اليابانية بابتكاراتها الفريدة في عالم المراحيض، فمن المراحيض التي تصدر أصواتاً مهدئة لتوفير الخصوصية، والمباول التي تُحلل البول، وصلنا اليوم إلى مراحيض تحلل البراز.

اعتباراً من شهر أغسطس القادم، تُطلق شركة توتو (Toto) اليابانية الرائدة في صناعة المراحيض، أحدث ابتكاراتها: أول مرحاض منزلي في اليابان مزود بماسح ضوئي مدمج لتحليل البراز. هذا الابتكار يمثل دمجاً مثالياً بين تتبع الصحة الشخصية وتكنولوجيا الحمامات، ويعد بفتح آفاق جديدة في مجال الرعاية الصحية الشخصية.

تخيل أنك تجلس على المرحاض، وفي غضون ثوانٍ قليلة، تتلقى تقريراً مفصلاً عن صحة جهازك الهضمي مباشرة على هاتفك الذكي. هذا ما تُقدمه مراحيض توتو الذكية. عند الجلوس، يُفعّل الماسح الضوئي المدمج، ويُحلل البراز أثناء خروجه، ويقيس خصائص مثل الشكل، والصلابة، واللون، والكمية. تُرسل هذه البيانات إلى تطبيق خاص على الهاتف الذكي، حيث يمكن للمستخدمين تتبع أنماطهم بمرور الوقت، وتلقي توصيات مخصصة لأسلوب حياتهم بناءً على اتجاهاتهم الهضمية.

يُصنف نظام التحليل المتطور البراز إلى سبعة أشكال ومستويات مختلفة من الصلابة، تتراوح من الحبيبي إلى شكل الموز إلى السائل، مع ملاحظة اختلافات نسيج السطح. كما يُصنف اللون إلى ثلاث فئات: أصفر مصفر، أو بني، أو بني داكن، ويُصنف الحجم على أنه مرتفع، أو متوسط، أو منخفض. الهدف الأساسي من هذه التقنية هو مساعدة الأفراد على فهم صحة أمعائهم بشكل أفضل من خلال تتبع رقمي دقيق.

وقد انطلقت الشركة في فكرتها من أبحاثها التي تشير إلى أن 76% من المستخدمين يفحصون برازهم بصرياً بالفعل، إلا أن 6% فقط منهم يُسجلون هذه المعلومات رقمياً بشكل منتظم. لذلك، تسعى هذه المراحيض الذكية إلى سد هذه الفجوة، حيث يقول أحد ممثلي توتو: "يفحص الكثيرون حالة برازهم بالفعل، لكن قلة قليلة منهم تُوثقها باستمرار." هذا الابتكار يُمكن المستهلكين من تتبع أنماط صحة الجهاز الهضمي دون الحاجة إلى تسجيل يدوي، مما يُمثل تقدماً مهماً في تكنولوجيا مراقبة الصحة الشخصية.

ستتوفر هذه المراحيض بطرازين فاخرين: طراز LS-W الذي يبدأ سعره من حوالي 542,300 ين ياباني (حوالي 3,650 دولار أمريكي)، وطراز AS-W الذي يبدأ سعره من حوالي 493,900 ين ياباني (حوالي 3,330 دولار أمريكي). تتوقع شركة توتو بيع أكثر من 7,000 وحدة سنوياً بحلول العام الثالث من إطلاقها، مما يعكس تفاؤل الشركة بنجاح هذا المنتج.

تُؤكد شركة توتو على أن جميع البيانات التي تُجمع بواسطة المرحاض تُخزن وتُحلل بشكل آمن لمصلحة المستخدم فقط.

ويبقى السؤال: هل المستهلكون مستعدون لتبني هذا المستوى من التتبع الصحي الدقيق؟ وهل تُصبح الحمامات هي الوجهة التالية لجمع البيانات الصحية؟ ستُحدد استجابة السوق عندما تظهر هذه المراحيض لأول مرة في الشهر القادم ما إذا كان هذا المستوى من المراقبة البيولوجية الذاتية يُمثل مستقبل الرعاية الصحية الوقائية، أم تدخلاً غير ضروري في أكثر لحظات الإنسان خصوصية.



مشاركة