حققت البحرية اليابانية تقدماً بارزاً في مجال تكنولوجيا الدفاع من خلال نشر أول مدفع كهرومغناطيسي فرط صوتي. وقد تم تصميم هذا السلاح المتطور، المثبّت على متن السفينة الحربية التجريبية "جيه إس أسوكا"، خصيصاً للتصدي لتهديدات الصواريخ والمسيرات المعادية.
على عكس المدافع التقليدية التي تعتمد على تفجير مواد كيميائية لدفع القذائف، يستخدم المدفع الكهرومغناطيسي الطاقة الكهرومغناطيسية لإطلاق مقذوفاته بسرعات تتجاوز 7 ماخ (أي سبعة أضعاف سرعة الصوت). وتعتمد هذه المقذوفات على سرعتها الهائلة لإسقاط الأهداف الجوية المعادية بما فيها الصواريخ الفرط صوتية.
يمتاز هذا المدفع الكهرومغناطيسي بالعديد من المزايا، أبرزها انخفاض تكلفته التشغيلية، و سرعة استجابته، وقدرته على إصابة الأهداف بدقة، مما يجعله حلاً فعالاً للتهديدات الحديثة.
بدأت اليابان تطوير برنامج المدافع الكهرومغناطيسية في عام 2016 ضمن جهودها لتعزيز قدراتها الدفاعية ضد الصواريخ الفرط صوتية. وفي أكتوبر 2023، أجرت البلاد أول تجربة ناجحة لإطلاق المدفع من على متن السفن. اليوم، أصبحت اليابان أول دولة تنشر عملياً هذه التكنولوجيا المبتكرة.
من الجدير بالذكر أن البحرية الأمريكية أوقفت مشروع تطوير مدافعها الكهرومغناطيسية في عام 2021، بعد إنفاق أكثر من 500 مليون دولار على مدى أكثر من عقد من الزمن. وكان السبب الرئيسي وراء القرار هو التحديات التقنية، مثل متطلبات الطاقة الهائلة والتآكل السريع للقضبان، إلى جانب تركيزها على تقنيات أخرى واعدة كأنظمة الأسلحة الليزرية وأمواج الميكروويف عالية الطاقة.
من جهة أخرى، تواصل الصين جهودها في تطوير المدافع الكهرومغناطيسية، وقد أعلنت عن تحقيق تقدم كبير في هذا المجال، بما في ذلك القدرة على إطلاق قذائف ذكية فرط صوتية يمكن توجيهها بدقة عبر الأقمار الصناعية.