المسيرة جبار: النسخة المصرية المطورة عن شاهد الإيرانية

بقلم:   جاد طرابيشي           |  Dec. 4, 2025

jabar150

كشفت شركة تورنيكس المصرية عن عائلة المسيرات جبار خلال فعاليات معرض مصر الدولي للصناعات الدفاعية إيديكس 2025 الذي أقيم في القاهرة في ديسمبر 2025، لتلفت الأنظار فور ظهورها نظراً لتطابق تصميمها مع الطائرة المسيرة الإيرانية الشهيرة شاهد-136. وتعتمد جبار بشكل مباشر على هندسة البدن ذي الجناح المثلث "دلتا" الذي يدمج الجسم بالجناحين، مع محرك مكبسي مثبت في الخلف يدير مروحة دفع، وهو خيار تصميمي أثبت كفاءة عالمية في توفير مدى طيران بعيد، وبصمة رادارية منخفضة، وتكلفة إنتاج اقتصادية للغاية مقارنة بالصواريخ التقليدية.

قدمت تورنيكس منظومة جبار عبر عدة طرازات تتفاوت في القدرات لتلبية مهام متنوعة، أولها الطراز الأساسي جبار-150 الذي صمم للقيام بمهام هجومية انتحارية أو كهدف تدريبي، حيث تتميز هذه الفئة بمدى عملياتي يصل إلى 1500 كيلومتر، وقدرة على التحليق المتواصل لمدة 10 ساعات بسرعة تبلغ حوالي 200 كيلومتر في الساعة. زُودت هذه النسخة برأس حربي يزن ما بين 40 إلى 50 كيلوجراماً، وتعتمد في توجيهها على أنظمة الملاحة عبر الأقمار الصناعية مدعومة بنظام ملاحة بالقصور الذاتي لضمان دقة الوصول للهدف حتى في ظل ظروف التشويش الإلكتروني.

وإلى جانبها، ظهرت النسخة المطورة جبار-200 التي تمثل ترقية مباشرة في المدى والتحمل، إذ يمكنها الطيران لمسافات تصل إلى 2000 كيلومتر والبقاء في الجو لفترة أطول تقارب 14 ساعة، مما يمنح المشغل مرونة تكتيكية لاستهداف مواقع استراتيجية في العمق.

النقطة الجوهرية التي تفردت بها عائلة جبار وتجاوزت بها مجرد كونها استنساخاً لـ شاهد التقليدية تكمن في الطراز الثالث المتمثل في جبار-250. فقد تخلت هذه النسخة المتقدمة عن المحرك المكبسي والمروحة الخلفية لصالح محرك نفاث من نوع تيربوجيت، مما نقل أداءها إلى مستوى مغاير تماماً بسرعة عالية تصل إلى 576 كيلومتراً في الساعة ومدى 1500 كيلومتر. صممت هذه النسخة النفاثة لتعمل كبديل للصواريخ الجوالة كروز، بالإضافة إلى فاعليتها كذخيرة جوالة هجومية سريعة الانقضاض يصعب اعتراضها بالوسائل التقليدية.

تُظهر هذه المنظومة وغيرها تحولاً استراتيجياً في مساهمة القطاع الخاص المصري في الصناعات الدفاعية، حيث لا يقتصر الهدف على مجرد المحاكاة الشكلية، بل يتجاوزه إلى توطين تكنولوجيا الذخائر المتسكعة بعيدة المدى، مما يقلل الاعتماد على الاستيراد ويفتح الباب مستقبلاً لتصدير هذه التكنولوجيا للدول التي تبحث عن حلول فعالة وغير مكلفة في الحروب الحديثة.



مشاركة