لتنافس سبيس إكس: الصين تطلق أول سفينة مُسيرة لاستعادة صواريخ الفضاء

بقلم:   جاد طرابيشي           |  Aug. 8, 2025

space-drone-ship

في خطوة تهدف إلى منافسة الشركات الأمريكية الرائدة في مجال الفضاء، وعلى رأسها شركة "سبيس إكس"، أطلقت شركة "آي سبيس" الصينية أول سفينة مُسيّرة لاستعادة المرحلة الأولى من الصواريخ القابلة لإعادة الاستخدام، على غرار ما تقوم به "سبيس إكس" عبر سفنها المُسيرة المعروفة باسم ASDS. هذه المبادرة تُعد جزءاً من جهود الصين لتطوير تقنيات الإطلاق الفضائي منخفضة التكلفة، عبر إعادة استخدام المعززات بدلاً من تصنيعها من جديد.

السفينة الجديدة تحمل اسم " شينغجي غويهانغ"، ويُترجم تقريباً إلى "العودة بين النجوم". وقد طُوّرت من قبل شركة آي سبيس، وهي شركة فضاء خاصة مقرها العاصمة بكين. يبلغ طول السفينة حوالي 100 متر، وعرضها 42 متر، وهي بذلك أطول من سفن ASDS التابعة لسبيس إكس، التي يبلغ طولها نحو 91 متر لكنها أقل عرضاً منها.

السفينة لا تُستخدم حصرياً لصواريخ آي سبيس، بل ستكون متاحة أيضاً لمصنّعين آخرين في قطاع الفضاء الصيني، وقد غادرت السفينة حوض بناء السفن "رونيانغ" في مدينة يانغتشو بمقاطعة جيانغسو في 5 أغسطس 2024، ومن المقرر أن تخضع لتجارب بحرية بالقرب من جزيرة هاينان في سبتمبر، على أن تُسلّم رسمياً في أكتوبر.

تُعد هذه السفينة جزءاً من منظومة أكبر تطورها آي سبيس لدعم صاروخها القادم "شوانغ تشوكسيان-3" أو هايبر-بولا-3 ، وهو صاروخ متوسط الحمولة قابل لإعادة الاستخدام، من المتوقع إطلاقه في عام 2025، مع أول محاولة لاستعادة المرحلة الأولى في عام 2026. وقد أجرت الشركة بالفعل سلسلة من اختبارات الهبوط العمودي باستخدام النموذج الأولي "هايبر-بولا-2Y" عام 2023. تضمنت هذه الاختبارات ما يُعرف بـ "القفزات العمودية"، حيث نجحت الشركة في إنزال النموذج بدقة على الأرض، في خطوة تشبه ما قامت به سبيس إكس في بدايات تطوير صاروخ "فالكون 9".

السفينة " شينغجي غويهانغ" مزودة بنظام تحديد مواقع ديناميكي متقدم، يُشبه النظام الذي تستخدمه سبيس إكس في سفنها، ما يسمح لها بتحديد موقعها بدقة أثناء استقبال المعززات العائدة من الفضاء. هذه التقنية تُعد ضرورية لضمان هبوط آمن ودقيق للصواريخ، خاصة في ظروف البحر المتغيرة.

بهذا الإنجاز، تُصبح الصين ثاني دولة بعد الولايات المتحدة تطور سفينة مُسيّرة لاستعادة الصواريخ، مما يعكس طموحها المتزايد في مجال الفضاء التجاري، وسعيها لتقليل تكلفة الإطلاقات الفضائية عبر تبني نموذج إعادة الاستخدام الذي أثبت نجاحه في أمريكا.



مشاركة