إيران تختبر منظومة الدفاع الجوي الروسية S-400 لأول مرة

بقلم:   جاد طرابيشي           |  July 29, 2025

s400

في خطوة لها دلالات استراتيجية لافتة، أفادت تقارير إعلامية إيرانية واستخباراتية عالمية أن إيران أجرت في 26 يوليو 2025 اختباراً ميدانياً عملياً لمنظومة الدفاع الجوي الروسية المتطورة S-400 "تريومف" بالقرب من مدينة أصفهان. يُعد هذا الاختبار الأول من نوعه، مما يشير إلى حصول إيران على هذه المنظومة الدفاعية المتقدمة التي يمكن أن تُغير من موازين القوى الدفاعية في المنطقة.

وفقاً للمعلومات المتوفرة، شمل الاختبار نشر بطارية كاملة من نظام S-400. تضمنت هذه البطارية رادار التتبع والكشف بعيد المدى 91N6E "Big Bird"، بالإضافة إلى رادار الاشتباك متعدد الوظائف 92N6E "Grave Stone". كما تم نشر وحدة القيادة والتحكم، وعدد من قاذفات الصواريخ المتحركة 5P85TE2.

خلال التجربة، يُعتقد أنه تم استخدام صواريخ 48N6E3، التي يصل مداها إلى 250 كيلومتر. وتشير بعض التكهنات إلى إمكانية تجربة صاروخ 40N6 ذي المدى الأبعد، الذي يتجاوز 380 كيلومتر، مما يعزز من قدرة المنظومة على تغطية مساحات واسعة.

تُصنف منظومة S-400 "تريومف" كواحدة من أكثر أنظمة الدفاع الجوي تقدماً في العالم. و تتميز المنظومة بقدرتها على رصد وتتبع واعتراض مجموعة واسعة من الأهداف الجوية، بما في ذلك الطائرات المقاتلة، والقاذفات الاستراتيجية، والصواريخ الباليستية، والصواريخ الجوالة التي تحلق على ارتفاعات منخفضة وعالية جداً وبسرعات فائقة. كما يمكنها العمل في بيئات تشويش إلكتروني معقدة، مما يضمن فعاليتها حتى في ظل الهجمات الإلكترونية المكثفة.

تزعم روسيا أن الرادارات المتقدمة في نظام S-400، خاصةً "Big Bird" و"Grave Stone"، قادرة على كشف وتتبع الأهداف ذات البصمة الرادارية المنخفضة (الطائرات الشبحية مثل F-22 وF-35) على مسافات بعيدة نسبياً، لا سيما عند اقترابها من منطقة العمليات. ومع ذلك، لا يزال هذا الادعاء محل نقاش بين الخبراء العسكريين، نظراً للطبيعة السرية للاختبارات وغياب البيانات المؤكدة حول أداء المنظومة ضد طائرات شبحية حقيقية في ظروف قتال فعلية.

يأتي توقيت هذا الاختبار ليحمل دلالات سياسية وأمنية هامة، خاصة في ظل التوترات الإقليمية المتصاعدة ومخاوف إيران من ضربات عسكرية محتملة. يُمكن تفسير هذه الخطوة كرسالة واضحة بأن روسيا تقدم دعماً عسكرياً لإيران، مما يعزز قدراتها الدفاعية في مواجهة أي تهديدات محتملة.

تبقى مدى فاعلية هذه المنظومة في ردع التهديدات الجوية المتقدمة، خاصةً الطائرات الشبحية، عاملاً حاسماً في تقييم تأثيرها على موازين القوى الدفاعية في المنطقة.



مشاركة