في خطوة غير مسبوقة على مستوى البنية التحتية للطاقة والذكاء الاصطناعي، أعلنت شركة هيونداي للهندسة والبناء الكورية توقيع اتفاقية تصميم أساسي مع شركة فيرمي إنيرجيا لتطوير مشروع هايبرغريد HyperGrid في ولاية تكساس الأميركية، والذي يُعد أكبر مجمع خاص للطاقة ومراكز البيانات في العالم. المشروع الذي تبلغ طاقته الإجمالية 11 جيجاوات، سيغذي مركز بيانات عملاق مخصص لتطبيقات الذكاء الاصطناعي، ويُبنى على مساحة تتجاوز 5,800 فدان قرب مدينة أماريلو، شمال تكساس.
المجمع سيعتمد على مزيج متكامل من مصادر الطاقة، تشمل أربعة مفاعلات نووية من طراز AP1000 بقدرة 4 جيجاوات، ومفاعلات نووية صغيرة (SMRs) بقدرة 2 جيجاوات، إلى جانب محطات غازية بطاقة 4 جيجاوات، ومنشآت للطاقة الشمسية والتخزين بطاقة 1 جيجاوات. هذه البنية مصممة لتكون مستقلة تماماً عن الشبكة العامة، ما يتيح تشغيل مركز البيانات بكفاءة وموثوقية عالية، دون التأثر بتقلبات الشبكة أو أزمات الطاقة.
تتولى هيونداي للهندسة والبناء في المرحلة الأولى إعداد التصاميم الهندسية الأساسية للمفاعلات، بما في ذلك أنظمة التبريد والبنية التحتية النووية، تمهيداً للانتقال إلى مرحلة التنفيذ الكامل بعد الحصول على الموافقات التنظيمية من هيئة الرقابة النووية الأميركية (NRC). وتُعد هذه الخطوة امتداداً لخبرة هونداي في تنفيذ مشاريع نووية كبرى في كوريا والشرق الأوسط، وتسعى من خلالها إلى ترسيخ وجودها في السوق الأميركية كمقاول رئيسي في مشاريع الطاقة المتقدمة.
إلى جانب هيونداي تشارك شركة Doosan Enerbility الكورية في تصنيع المعدات النووية الثقيلة، مثل أوعية الضغط والمولدات البخارية، بينما تتولى شركة Westinghouse الأميركية توفير تصميم مفاعلات AP1000. أما شركة Fermi America، فهي المطور الرئيسي للمشروع، وتعمل على تنسيق الجوانب التقنية والتمويلية والتنظيمية، بالتعاون مع جامعة Texas Tech التي ستوفر الدعم البحثي والتقني.
المشروع سيغذي مركز البيانات المعروف باسم HyperGrid AI Campus، والذي يُتوقع أن يكون الأكبر عالمياً من حيث القدرة الحوسبية المخصصة للذكاء الاصطناعي. وقد بدأ العمل في البنية التحتية للموقع، مع توقعات ببدء الإنشاءات النووية في 2026، وتشغيل أول مفاعل بحلول 2032.
يشكل هذا المشروع تحولاً جذرياً في تصور العلاقة بين الطاقة والذكاء الاصطناعي، إذ لم تعد مراكز البيانات مجرد مستهلك للطاقة، بل أصبحت محوراً لمجمعات طاقية متكاملة تُصمم خصيصاً لتغذيتها بكفاءة واستقلالية.