يصادف اليوم الذكرى الثمانين لإلقاء قنبلة "الولد الصغير" على مدينة هيروشيما اليابانية في السادس من أغسطس عام 1945، وهو اليوم الذي غيّر وجه العالم إلى الأبد وأدخل البشرية في عصر السلاح النووي.
كان هذا التفجير أول استخدام فعلي للسلاح النووي في الحروب، وقد أسفر عن دمار واسع النطاق ووقع ضحايا مدنيون بالمئات الألوف، مما جعله أحد أكثر الأحداث مأساوية في تاريخ البشرية.
انفجرت القنبلة في الساعة 8:15 صباحاً فوق وسط المدينة، وخلفت دماراً هائلاً امتد لعدة كيلومترات. تشير التقديرات إلى أن نحو 140,000 شخص لقوا حتفهم خلال الأشهر التي تلت التفجير، معظمهم بسبب الإصابة المباشرة أو التعرض للإشعاع النووي. مناطق شاسعة من المدينة ظلّت خالية من السكان لسنوات، وتحولت هيروشيما لاحقاً إلى رمز عالمي للسلام والمصالحة، حيث تضم اليوم حديقة السلام التذكارية ومتحفاً يوثق تفاصيل الكارثة وآثارها.
قنبلة "الولد الصغير" كانت ذات تصميم بدائي نسبياً، واستندت إلى طريقة "المدفع الانشطاري"، حيث يتم دفع كتلتين من اليورانيوم-235 نحو بعضهما ليتحقّق التفاعل النووي. القنبلة كانت تزن نحو 4,000 كجم وتحتوي على 64 كجم من اليورانيوم-235. لكن حوالي 700 جرام منه انشطر فعلياً و 600 جرام فقط تحول إلى طاقة هائلة، ما يعني أن الطاقة المتحررة كانت أقل مما كان ممكناً نظرياً والذي كان يتوقع أن يكون بين 2 و 2.5 كيلوجرام. ويرجع ذلك إلى أن تصميم القنبلة لم يكن فعالًا بالكامل، إذ أن الانفجار نفسه قطع التفاعل التسلسلي قبل أن يكتمل، إضافة إلى أن القنبلة لم تُختبر قبل استخدامها بسبب ضيق الوقت ونقص الوقود المخصب، مما قلّل من كفاءتها ونتج عنه تقليل في الأضرار المحتملة بالمقارنة مع الإمكانيات النظرية للسلاح.
رغم حجم المأساة، فإن اليابان ظلت طوال العقود التي تلت الحادثة تكرّس جهودها لتعزيز ثقافة السلام ونبذ السلاح النووي. وفي الذكرى الحالية، أكدت الحكومة اليابانية من جديد موقفها الرافض لاستخدام هذه الأسلحة، مشددة على مسؤوليتها التاريخية كالدولة الوحيدة التي تعرضت لهجوم نووي مباشر. كما دعا الناجون، المعروفون باسم "هيباكوشا"، إلى تثقيف الأجيال الجديدة بشأن مخاطر السلاح النووي والحاجة الملحة لتجنب تكرار هذه الكارثة في المستقبل.