في فبراير 2025، كشفت إيران عن أول طائرة انتحارية مسيّرة في العالم تُطلق من غواصة ذاتية القيادة. أُطلق عليه اسم "حديد-110"، يمثل مزيجاً غير مسبوق من تقنيات الطائرات المسيّرة والأنظمة البحرية غير المأهولة، ويُعد خطوة متقدمة في مجال الحرب غير المتكافئة التي تتبناها إيران منذ سنوات.
يعتمد النظام على مركبة تحت مائية ذاتية القيادة (AUV) تشبه الغواصة الصغيرة، تتحرك بصمت تحت سطح الماء نحو منطقة العمليات. عند الوصول إلى الموقع المحدد، تصعد المركبة إلى السطح وتطلق الطائرة الانتحارية، التي تُشغّل محركها النفاث وتفرد أجنحتها تلقائياً، ثم تنطلق في الجو نحو هدفها.
ما يميز "حديد-110" هو قدرتها على العمل بشكل مستقل تماماً، دون الحاجة إلى توجيه بشري أو اتصال لاسلكي، حيث تعتمد على خوارزميات ذكاء اصطناعي للتعرف على الأهداف بصرياً وتحديد اللحظة المناسبة للهجوم.
الطائرة نفسها تتمتع بمدى يصل إلى 350 كيلومتراً، وتحمل رأساً حربياً يزن نحو 30 كيلوغراماً. تصميمها الانسيابي وقدرتها على التحليق على ارتفاع منخفض يجعل من الصعب رصدها أو اعتراضها. كما أن إطلاقها من منصة بحرية غير مأهولة يضيف طبقة جديدة من التخفي، ويمنح إيران القدرة على الاقتراب من أهداف بحرية أو ساحلية دون إثارة الإنذار المبكر.
أعلنت وزارة الدفاع الإيرانية عن هذا السلاح في بيان رسمي، ونشرت لقطات مصورة تُظهر عملية الإطلاق من تحت الماء، ما اعتُبر أول دليل علني على وجود هذا النوع من الأنظمة. ورغم أن بعض الدول الكبرى مثل الولايات المتحدة والصين وروسيا تعمل على تطوير تقنيات مشابهة، إلا أن إيران هي أول من يعرض نموذجاً عملياً لطائرة انتحارية تُطلق من تحت سطح البحر.