في عام 2019 احتفلت مدينة فوشان الصينية بافتتاح أول خط ترام يعمل بالهيدروجين على مستوى العالم، لقد كان حدثاً هاماً يُبشر ببداية واعدة لاستخدام مركبات الهيدروجين الصديقة للبيئة والتي تتميز عن المركبات العاملة بالبطاريات الكهربائية بأنه يمكن تعبئتها بسرعة بالهيدروجين السائل تماماً كما في حالة المركبات التي تعمل بالبنزين أو الديزل لكنها لاتصدر انبعاثات ضارة.

بعد أربع سنوات ونصف من التشغيل تم إيقاف الخط في آب/أغسطس ويبدو أنه قد توقف نهائياً عن العمل رغم أن إدارة النقل المحلي قالت أنه توقف لإجراء الصيانة دون تحديد جدول زمني لاستئناف عمله.

يعمل على الخط 5 مركبات هيدروجينية كل منها مجهز بخليتي وقود هيدروجيني باستطاعة 200 كيلو واط، ويبلغ طول الخط 6.5 كيلو متر.

وقد تراجع أعداد الراكبين الذين يستقلونه في السنتين الأخيرتين بشكل كبير، إذ بلغ وسطياً عام 2020 حوالي 1100 راكب كل يوم، وانخفض العدد خلال جائحة كورونا عام 2021 إلى 580 راكب، ليستقر في السنتين الأخيرتين عند حوالي 360 راكب كل يوم.

من الواضح أن مثل هذا العدد من الركاب لايُغطي تكاليف تشغيله، ولا يحقق أرباح ليستعيد رأس المال الذي دُفع لإنشائه، وقد بلغت تكلفته 118 مليون دولار.

رغم أن الترام يعمل بالهيدروجين الأزرق المستخرج من الميتان وعملية إنتاجه ليست نظيفة بالكامل مثل الهيدروجين الأخضر، لكن رخص ثمنه مقارنة بالأخضر لم يساعد الترام في تحقيق أي جدوى اقتصادية.

وقد اشتكى الركاب من قلة عدد الرحلات على الخط، وعلى الأغلب كان ضعف الخدمة السبب الأساسي في استمرار انخفاض عدد الركاب، فلا أحد يود الانتظار ليركب ترام هيدروجيني.

يعكس إيقاف الخط حقيقة أن تكلفة تشغيل المركبات الهيدروجينية مازالت مرتفعة لدرجة أن لا أحد قد يرغب بالاستمرار في تشغيلها وتكبد الخسائر طالما هناك بدائل اقتصادية أوفر ولا تضر بالبيئة كالمركبات الكهربائية العاملة بالبطارية.