بدأت شركة TSMC التايوانية رسمياً أعمال الإنشاء لمصنعها الجديد لإنتاج الشرائح الإلكترونية بتقنية 1.4 نانومتر في مدينة تايتشونغ، وسط تايوان، وذلك ضمن مجمع العلوم المركزي في المدينة.
الإعلان عن المشروع جاء في 21 أكتوبر 2025، بينما أقيمت مراسم وضع حجر الأساس في 5 نوفمبر، في خطوة تعكس طموح الشركة في الحفاظ على ريادتها العالمية في صناعة أشباه الموصلات المتقدمة.
المصنع الجديد، الذي يُعرف باسم "Fab 25"، يُعد من أكبر مشاريع TSMC على الإطلاق، إذ تبلغ تكلفته التقديرية نحو 48.5 مليار دولار أمريكي، ما يجعله أغلى منشأة تصنيع شرائح في تاريخ الشركة. ومن المتوقع أن يبدأ الإنتاج التجريبي في عام 2027، على أن تنطلق عمليات الإنتاج التجاري الواسعة في النصف الثاني من عام 2028.
المصنع سيعتمد على تقنية "A14" وهي عملية تصنيع يطلق عليها 1.4 نانومتر، وتُعد من أكثر العمليات تطوراً في عالم الإلكترونيات الدقيقة، حيث تتيح تصنيع شرائح أكثر كفاءة في استهلاك الطاقة وأعلى أداءً في المعالجة.
هذا المشروع لا يقتصر على مصنع واحد، بل يشمل بناء أربع منشآت إنتاجية دفعة واحدة، بعدما كانت الخطة الأصلية تقضي ببناء اثنتين فقط. هذا التوسع جاء نتيجة الطلب العالمي المتزايد على الشرائح المتقدمة، خاصة في مجالات الذكاء الاصطناعي، الحوسبة الفائقة، والاتصالات.
وتشير التقديرات إلى أن المصنع سيُنتج شرائح بقيمة تصل إلى 15.9 مليار دولار سنوياً، وسيوفر فرص عمل لما بين 8,000 إلى 10,000 شخص، مما يعزز مكانة تايوان كمركز عالمي لصناعة أشباه الموصلات.
يمثل الانتقال إلى مستوى 1.4 نانومتر خطوة نحو عصر "الأنغستروم"، حيث تصبح وحدات التصنيع أصغر بكثير، ما يفتح آفاقاً جديدة في تصميم المعالجات الدقيقة. هذه التقنية تتطلب معدات تصنيع متقدمة للغاية، بما في ذلك أنظمة الطباعة الضوئية بالأشعة فوق البنفسجية القصوى (EUV)، والتي تُعد من أكثر التقنيات تعقيداً وتكلفة في هذا المجال.
هذا التطور يثير قلق الصين التي تعتبر تايوان جزءاً من أراضيها، وتراقب عن كثب توسع TSMC في إنتاج الشرائح المتقدمة، وهي التي تسعى منذ سنوات إلى تطوير صناعتها المحلية في هذا المجال، لكنها لا تزال متأخرة تقنياً عن TSMC.