الجيش البريطاني يعتمد دراجون-فاير كأول ليزر قتالي

بقلم:   جاد طرابيشي           |  Nov. 24, 2025

dragonfire1

بعد سلسلة من التجارب الناجحة، أعلنت وزارة الدفاع البريطانية اعتماد نظام الليزر القتالي المعروف باسم دراجون-فاير "DragonFire"، وهو مشروع مشترك بين الوزارة وشركة MBDA UK. وقد تم توقيع عقد بقيمة 316 مليون جنيه إسترليني لتجهيز البحرية الملكية بهذا السلاح ابتداءً من عام 2027، أي قبل خمس سنوات من الموعد المخطط سابقاً، في خطوة تعكس رغبة الحكومة البريطانية في تسريع إدخال التكنولوجيا المتقدمة إلى الخدمة.

أجريت أول تجربة ميدانية للنظام في يناير 2024، حيث نجح الليزر في إصابة هدف جوي باستخدام طاقة عالية، ما شكل نقطة تحول في إثبات فعالية التقنية. وفي التجارب الأخيرة عام 2025، تمكن النظام من تتبع واستهداف طائرات بدون طيار بسرعة تصل إلى 650 كيلومتراً في الساعة، أي ما يعادل ضعف سرعة سيارة فورمولا 1، وأصاب أهدافاً صغيرة بدقة تعادل إصابة عملة معدنية من مسافة كيلومتر واحد. هذه النتائج تؤكد التطور الكبير في أنظمة التوجيه ومعالجة الصور المدمجة داخل الوحدة.

يعمل DragonFire باستخدام شعاع ليزر بقوة 50 كيلوواط، و مزود بكاميرات كهروضوئية وليزر منخفض القدرة لتتبع الأهداف القريبة، إضافة إلى نظام قيادة وتحكم متطور يسمح بتثبيت الشعاع على الهدف بشكل مستمر حتى تحقيق الإصابة. هذه البنية تجعل السلاح قادراً على التعامل مع تهديدات جوية متعددة بسرعة وكفاءة، مع ضمان سلامة المشغلين بفضل التحكم المركزي والدقيق في الشعاع.

أحد أبرز مزايا النظام تكمن في تكاليف التشغيل المنخفضة، إذ تبلغ تكلفة كل طلقة ليزر حوالي عشرة جنيهات إسترلينية فقط، مقارنة بالصواريخ الاعتراضية التقليدية التي قد تصل تكلفتها إلى مئات الآلاف. هذا الفارق الكبير في الكلفة يجعل DragonFire خياراً اقتصادياً وفعالًا لمواجهة تهديدات الطائرات بدون طيار والصواريخ قصيرة المدى.

الاعتماد الرسمي للنظام في هذا التوقيت يعكس إدراك بريطانيا للحاجة الملحة إلى حلول دفاعية جديدة تتناسب مع طبيعة التهديدات المعاصرة. فمع انتشار الطائرات بدون طيار منخفضة التكلفة والتهديدات الصاروخية المتزايدة، أصبح من الضروري امتلاك وسيلة دفاعية قادرة على الرد بسرعة وبتكلفة منخفضة، وهو ما يجعل DragonFire إضافة استراتيجية إلى منظومة الدفاع البريطانية.



مشاركة