كشفت شركة "هواقونغ" الصينية عن روبوت متطور لإزالة الأعشاب الضارة بدقة وسرعة غير مسبوقتين، دون الحاجة إلى استخدام المبيدات الكيميائية التقليدية. هذا الروبوت، يجمع بين تقنيات الليزر، والذكاء الاصطناعي، و يحمل اسم HG LaserWeeder، وهو من أوائل الروبوتات في الصين التي تعتمد على هذه المنظومة المتكاملة، وقد تم عرضه مؤخراً في مدينة ووهان بمقاطعة هوبي، بعد اجتيازه تجارب ميدانية ناجحة في مقاطعتي يوننان وهيلونغجيانغ.

يعتمد الروبوت على خوارزميات ذكاء اصطناعي متقدمة تم تدريبها على قاعدة بيانات ضخمة تشمل آلاف أصناف المحاصيل والأعشاب الضارة، ما يمكّنه من التمييز بين النبات المفيد والضار بدقة عالية. ويستخدم نظام رؤية ذكي قادر على تحليل الصور في أقل من خمس ميلي ثانية، ليصدر أوامر فورية بتوجيه الليزر نحو العشبة الضارة وتدميرها، دون أن يمس المحاصيل بأي ضرر. هذه السرعة الفائقة في التعرف والاستهداف تجعل الروبوت قادراً على التعامل مع نحو 320 ألف عشبة ضارة في الساعة، باستخدام ما يصل إلى 32 رأساً ليزرياً.

واحدة من أبرز ميزات هذا النظام هي قدرته على ضبط شدة الليزر ديناميكياً، وفقاً لنوع العشبة وموقعها، ما يعزز الدقة ويقلل من استهلاك الطاقة. وتؤكد الشركة المطورة أن الروبوت يحافظ على معدل إزالة أعشاب ضارة يتجاوز 95%، وهو ما يجعله أكثر كفاءة بأربع إلى ثماني مرات مقارنة بالطرق التقليدية التي تعتمد على العمل اليدوي أو المبيدات الكيميائية.

إلى جانب الكفاءة، يحمل هذا الابتكار بعداً بيئياً مهماً، إذ يسهم في تقليل الاعتماد على مبيدات الأعشاب التي تُعرف بأنها من أبرز مصادر تلوث التربة والمياه، ويُطلق عليها في بعض الأوساط الزراعية اسم "قاتل التربة رقم واحد". ومن خلال هذا التحول نحو المعالجة الدقيقة بالليزر، تسعى الصين إلى تقليل التلوث الزراعي من مصدره، وتعزيز جودة الإنتاج الزراعي دون المساس بالبيئة.

وقد أعلنت الشركة أن الطلبات المسبقة على الروبوت مفتوحة عالمياً، مع خطط للبدء في الإنتاج الضخم بحلول عام 2026.

يمثل هذا الروبوت نموذجاً متقدماً لما يمكن أن تحققه الزراعة عندما تلتقي الخوارزميات الذكية بالتكنولوجيا الدقيقة، في سبيل تحقيق إنتاج أكثر نظافة، وكفاءة، واستدامة.