لردع الصين: تايوان تطور مُسيرة كاميكازي سريعة بعيدة المدى ومنخفضة التكلفة

بقلم:   جاد طرابيشي           |  Sept. 8, 2025

t1

لتعزيز قدراتها الدفاعية في مواجهة الصين، تتعاون تايوان مع شركة "كراتوس" الأمريكية لتطوير طائرة انتحارية نفاثة متطورة، تتميز بسرعتها العالية ومداها الطويل.

هذا السلاح الجديد، الذي يُعد بمثابة صاروخ مجنح منخفض التكلفة، يهدف إلى منح تايوان خياراً هجومياً فعالاً ورادعاً في مواجهة التهديدات الصينية المتزايدة. يقوم المشروع، الذي يحمل اسم "Chien Feng IV"، على تحويل طائرة أمريكية مُستخدمة للتدريب إلى ذخيرة جوالة عالية الدقة، حيث تُستخدم لمرة واحدة لتنفجر عند وصولها إلى هدفها.

تتمتع هذه الطائرة بقدرات تجعلها سلاحاً خطيراً في ساحة المعركة الحديثة، إذ تقترب سرعتها من سرعة الصوت بحوالي 900 كيلومتر في الساعة، ويصل مداها إلى 800 كيلومتر، مما يمكنها من ضرب أهداف استراتيجية بعيدة. يضاف إلى ذلك تصميمها الذي يسمح لها بالمناورة والتخفي، مما يجعل اعتراضها من قبل أنظمة الدفاع الجوي أمراً صعباً للغاية. الأهم من ذلك هو تكلفتها المنخفضة مقارنة بالصواريخ الجوالة التقليدية، وهو ما يسمح بإنتاجها بكميات كبيرة واستخدامها في هجمات مكثفة لإرباك دفاعات الخصم.

لقد أثبتت الحروب الأخيرة الأهمية الحاسمة للطائرات الانتحارية التي غيرت قواعد الاشتباك العسكري. فهذه الأسلحة تتيح تنفيذ هجمات دقيقة وعميقة بتكلفة بسيطة، وتستنزف أنظمة الدفاع باهظة الثمن. وتمثل طائرة "Chien Feng IV" مزيجاً فريداً بين سرعة الطائرات النفاثة وقوة الصواريخ، فهي ليست مجرد طائرة بدون طيار بطيئة، بل سلاح سريع يصعب إيقافه، مما يضع ضغطاً هائلاً على أي خصم.

بالنسبة لتايوان، يمثل هذا السلاح نقلة نوعية في استراتيجيتها الدفاعية القائمة على "الردع غير المتكافئ"، والتي تركز على امتلاك أسلحة تجعل أي هجوم عليها مكلفاً للغاية. فامتلاكها لسلاح قادر على الوصول إلى أهداف حيوية داخل الصين يشكل رادعاً قوياً، ويمنحها مرونة هجومية عالية.



مشاركة