إيلون ماسك يتخلى عن دوجو: هل سيعتمد على إنفيديا في تدريب القيادة الذاتية؟

بقلم:   تامر كرم           |  Aug. 9, 2025

dojo-bye

في عام 2019، بدأ إيلون ماسك الحديث عن مشروع "دوجو" (Dojo)، الكمبيوتر الخارق الذي وصفه بأنه سيكون حجر الزاوية في طموحات تسلا للقيادة الذاتية الكاملة.

المشروع كان يهدف إلى تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي باستخدام كميات هائلة من بيانات الفيديو القادمة من سيارات تسلا، عبر رقاقات مخصصة مثل D1 وD2، تُصمم داخلياً وتُستخدم إلى جانب وحدات معالجة الرسوميات من إنفيديا. في أول يوم للذكاء الاصطناعي عام 2021، قدّم غانيش فينكاتارامانان رقاقة D1، وأكدت تسلا أنها تعمل على تطوير الجيل التالي D2.

لكن منذ أغسطس 2024، بدأ ماسك يتحدث عن مشروع بديل يُدعى "كورتكس" (Cortex)، وهو مجموعة تدريب ضخمة للذكاء الاصطناعي تُبنى في مقر تسلا في أوستن، ما أثار الشكوك حول مصير دوجو. وفي أغسطس 2025، جاء الإعلان الرسمي: تسلا أوقفت مشروع دوجو، وبدأت بتفكيك الفريق المسؤول عنه. غادر رئيس المشروع بيتر بانون، وتم نقل الأعضاء المتبقين إلى مشاريع أخرى في مراكز البيانات داخل تسلا. أكثر من 20 من مهندسي دوجو، بمن فيهم فينكاتارامانان، أسسوا شركة ناشئة تُدعى DensityAI، تعمل على تطوير رقاقات وأجهزة وبرمجيات لمراكز بيانات الذكاء الاصطناعي في مجالات الروبوتات والسيارات.

المشروع واجه تحديات كبيرة، منها تأخرات تقنية، استقالات متتالية، وتكاليف مرتفعة. ماسك صرّح على منصة X أن تقسيم الموارد بين تصميمين مختلفين للشرائح لم يعد منطقياً، وأن كل الجهود ستُركّز على شرائح AI5 وAI6، التي تُصمم داخلياً وتُصنّع خارجياً عبر شركاء مثل سامسونغ. هذه الشرائح تُستخدم في سيارات تسلا وروبوتاتها، وقد أشار ماسك إلى إمكانية استخدامها أيضاً في التدريب، قائلاً: "في عنقود حوسبة خارق، من المنطقي وضع العديد من شرائح AI5 وAI6 معاً... يمكننا أن نُطلق على ذلك اسم Dojo 3، إن أردنا".

لكن رغم هذا التصريح، فإن الاحتمال الأكبر هو أن تسلا ستعتمد على شرائح إنفيديا في التدريب، خاصة بعد أن أثبتت فعاليتها في مراكز البيانات، ومنها مركز "كوليسموس" الضخم التابع لشركة xAI، الذي يستخدم شرائح H100 من إنفيديا. كما أن تسلا وقّعت صفقة بقيمة 16.5 مليار دولار مع سامسونغ لتصنيع شرائح AI6 حتى عام 2033 أي أنها لن تتخلى عن هذه الشرائح.

في النهاية، يمكن القول إن ماسك لم يتخلَّ عن تطوير الشرائح بشكل كامل، بل تخلى فقط عن الشرائح الخاصة بمشروع دوجو. شرائح AI5 وAI6 لا تزال في قلب استراتيجية تسلا، سواء في السيارات أو الروبوتات، وربما حتى في التدريب. لكن الاعتماد على إنفيديا يبدو خياراً أكثر واقعية، خاصة في ظل التحديات التي واجهها مشروع دوجو، وتفوق إنفيديا في مجال الحوسبة الفائقة للذكاء الاصطناعي.



مشاركة