أعلنت الصين في 1 أكتوبر 2025 عن تركيب قاعدة "ديوار" في مفاعلها الاندماجي المعروف باسم BEST، والذي يُتوقع تشغيله بحلول عام 2030. يهدف المشروع في مرحلته الأولى إلى إثبات إمكانية توليد الكهرباء من الاندماج النووي، حتى لو كانت البداية بتشغيل مصباح كهربائي واحد فقط، وذلك كبرهان عملي على جدوى التقنية.
قاعدة ديوار هي عنصر أساسي في تصميم المفاعل، وتُعد بمثابة ترمس ضخم وظيفته الحفاظ على درجات حرارة منخفضة للغاية لتبريد المغانط فائقة التوصيل. هذه المغانط تُستخدم لحصر البلازما الساخنة داخل المفاعل، وهي ضرورية لنجاح عملية الاندماج النووي.
يبلغ وزن القاعدة أكثر من 400 طن، ويصل قطرها إلى 18 مترا وارتفاعها إلى 5 أمتار، ما يجعلها أثقل مكوّن منفرد في المفاعل. و تتكون من غلاف خارجي معدني مقاوم للضغط، وفراغ داخلي يمنع انتقال الحرارة، وطبقات عزل حراري متعددة، إلى جانب أنظمة تبريد باستخدام الهيليوم السائل أو النيتروجين. يتم تثبيت المغانط داخل هذه القاعدة، وتُغذّى بأنظمة تبريد دقيقة تضمن بقاءها في الحالة الفائقة التوصيل. أي خلل في درجة الحرارة قد يؤدي إلى فقدان هذه الخاصية، وبالتالي انهيار القدرة على احتواء البلازما.
و الاندماج النووي هو العملية التي تحدث في قلب الشمس، حيث تندمج نوى ذرات خفيفة مثل الهيدروجين لتكوين نوى أثقل، مُطلقةً طاقة هائلة. في المفاعلات الأرضية، يُسخّن الوقود لتكوين بلازما، ثم تُحصر هذه البلازما مغناطيسياً داخل حجرة مفرغة، دون أن تلامس الجدران. نجاح هذه العملية يتطلب توازناً دقيقاً بين التسخين، الحصر، والتبريد، وهو ما يجعل قاعدة ديوار عنصراً محورياً في التصميم.
المغانط فائقة التوصيل تُصنع من مواد خاصة تفقد مقاومتها الكهربائية تماماً عند درجات حرارة منخفضة جداً، مما يسمح لها بإنتاج مجالات مغناطيسية قوية دون فقدان الطاقة. هذه المجالات ضرورية لحصر البلازما. بدون هذه المغانط، لا يمكن السيطرة على البلازما.
تركيب قاعدة ديوار يُعد إنجازاً هندسياً مهماً في مشروع BEST، الذي يُضاف إلى قائمة المشاريع العالمية الكبرى في مجال الاندماج النووي، مثل ITER في فرنسا، وSPARC في الولايات المتحدة، وJET في المملكة المتحدة. هذه المشاريع تمثل السباق العالمي نحو طاقة نظيفة وآمنة، وقد يكون مفاعل BEST الصيني أول من يُثبت إمكانية توليد الكهرباء فعلياً من الاندماج بحلول نهاية العقد.