أدخلت فرنسا رسمياً صاروخها النووي الجديد ASMPA‑R إلى الخدمة، ليشكل خطوة مهمة في تحديث منظومة الردع النووي الفرنسية. هذا الصاروخ هو نسخة مُطوَّرة من الصاروخ السابق ASMPA الذي دخل الخدمة عام 2009، وقد خضع لسلسلة من الاختبارات الدقيقة شملت تجربتين ناجحتين أُجريتا من مقاتلة رافال، لكن من دون أن يحمل رأساً نووياً، وذلك للتأكد من جاهزيته التقنية قبل إدخاله الخدمة الفعلية.
الصاروخ الجديد ينتمي إلى فئة كروز جو–أرض، ويتميز بسرعة تقارب ماخ 3 أي نحو 3,700 كيلومتر في الساعة، ما يجعله فوق صوتي لكنه ليس فرط صوتي. يبلغ مداه حوالي 500 إلى 600 كيلومتر، وهو ما يمنح القوات الجوية والبحرية الفرنسية قدرة على تنفيذ ضربات دقيقة بعيدة المدى ضد أهداف محصنة. ويُجهز الصاروخ برأس نووي من نوع TNA (Tête Nucléaire Aéroportée) تصل قوته التفجيرية إلى نحو 300 كيلوطن، أي ما يعادل عشرين ضعف قوة قنبلة هيروشيما.
التحسينات التي أدخلت على النسخة الجديدة ASMPA‑R تشمل زيادة المدى مقارنة بالنسخة السابقة، وتحسين أنظمة التوجيه لضمان دقة أكبر في إصابة الأهداف، إضافة إلى تعزيز قدرته على اختراق أنظمة الدفاع الجوي الحديثة. هذه التحديثات جاءت استجابة للتطورات في تقنيات الدفاع والهجوم حول العالم، ولضمان استمرار فعالية الردع الفرنسي في مواجهة التحديات المستقبلية.
إدخال الصاروخ الجديد إلى الخدمة يمثل استكمالاً لعملية تحديث شاملة للمنظومة النووية الفرنسية، حيث تعتمد باريس على ركيزتين أساسيتين في ترسانتها النووية: الصواريخ الباليستية M51 المحمولة على الغواصات النووية الإستراتيجية، والصواريخ الجوية ASMPA‑R المحمولة على مقاتلات رافال. هذا التوازن بين القوة البحرية والجوية يضمن لفرنسا مرونة استراتيجية ويعزز مكانتها كقوة نووية كبرى في العالم.