بدأ الجيش الأمريكي في أكتوبر 2025، بالتعاون مع شركة AirJoule (إيرجول)، العمل على تطوير نظام جديد يُحوّل الهواء إلى ماء صالح للشرب باستخدام تقنية استخلاص الرطوبة من الجو. الهدف هو تزويد الجنود بالماء في البيئات القتالية التي تفتقر إلى مصادر المياه، دون الحاجة إلى نقل عبوات ثقيلة أو الاعتماد على الإمدادات اللوجستية.

يأتي هذا النظام لحل مشكلة لطالما كانت أساسية لنجاح العمليات الميدانية، فنقص المياه النظيفة يمكن أن يسبب كوارث، كما حدث تاريخياً في معركة حطين أو خلال الحرب العالمية الثانية. بعكس تقنيات التنقية الحالية التي قد تكون معقدة، يستطيع نظام AirJoule إنتاج المياه بفعالية حتى في المناطق الجافة بالاعتماد الكلي على الهواء المحيط.

كيف تعمل التقنية

تعتمد التقنية على امتصاص بخار الماء من الهواء، باستخدام مادة ماصة فريدة ضمن هيكل معدني. يبدأ العمل عندما يتدفق الهواء المحيط عبر موصلات مُغطاة بهذه المادة التي تمتص الرطوبة من الجو بكفاءة عالية. عندما تُشبع المادة بالماء، تُغلق الغرفة الخاصة بها وتُوضع تحت التفريغ.

وهنا يأتي دور مصدر الحرارة، حيث تُعد التقنية فعالة جدًا لأنها لا تتطلب طاقة كبيرة، بل تستخدم الحرارة المُهدرة الناتجة عن مولدات الجيش والمعدات العسكرية الأخرى. تُستخدم هذه الحرارة الضائعة لتسخين المادة الماصة، مما يجبر المادة على إطلاق بخار الماء النقي الذي التقطته.

بعد ذلك، يتم تكثيف هذا البخار وتحويله إلى ماء سائل مُقطر، والذي يمر بدوره عبر أنظمة ترشيح متعددة لضمان تحويله إلى ماء نقي وصالح للشرب. يعمل النظام غالباً بغرفتين، فبينما تُسخّن إحدى الغرف لإطلاق البخار، تُواصل الغرفة الأخرى عملية تجميع الرطوبة من الهواء، مما يسمح للنظام بإعادة استخدام الحرارة باستمرار والحفاظ على كفاءته.

هذه التقنية ستُمكّن الجنود من الحصول على مصدر ثابت وموثوق للمياه النظيفة أثناء تنقلهم في المناطق الخطرة والبعيدة، مما يوسع نطاق قدراتهم على أداء المهام دون الاعتماد على خطوط الإمداد التقليدية.