في الحلقات الخمس الماضية يخرج تاج من السجن بفعل القدر، الذي طوعه الكاتب ليفجر القلعة، ويخرج السجناء أثناء هجوم الفرنسيين على دمشق وقصفها بالمدفعية.
وتبدأ المواجهة الرسمية/الشعبية من حامية البرلمان السوري التي قررت الدفاع عنه رغم أنه فارغ في إشارة واضحة لرمزية المقاومة وتذكير مباشر لما يحدث اليوم في غزة فهذا الخيار كان خيار الوطنيين عبر الزمن مهما اختلفت موازين القوى.
أثرى حضور منى واصف المشهد إذ يلتقيها الرئيس السوري آنذاك شكري القوتلي بصفتها أم أحد المشاركين في الدفاع عن البرلمان وتطلب منه تكريم الجنود الذين استشهدوا دفاعاً عن رمزية المكان. كان من الضروري أن تكون الممثلة التي يُعرّفُها لنا صناع العمل "بسنديانة الشاشة" إذ يبدو أن لها وقع خاص في وجدان السوريين، ما يجعل المشهد عالي القيمة بحضورها وبأداء باسم حيدر المقتدر والرزين لدور شكري القوتلي، الذي يظهر بحركاته ونظراته مدى صدقه وارتباطه بالمكان والأشخاص ومدى عزته وبساطته.
في مشاهد محزنة وخاصة للسوريين وهم يرون بالصورة كيف قصفت المدفعية دمشق والنار والدخان يتصاعد من كل مكان. يظهر في المشهد المقابل رياض، العميل الذي يفعل كل شيء لخدمة المدافع التي تضرب دمشق، يستوقفه الضابط الفرنسي جول طالباً منه مشورته. في ماذا؟ في اختيار حذاء مناسب للاحتفال بليلة قصف دمشق، في إشارة ذكية مبدعة لقيمة العملاء وقيمة آرائهم.
يقرر المناضلون القيام بحدث كبير وهو تفجير عربة التراموي في الجنود الفرنسيين، في مشهد مهم على المستوى البصري والتقني يؤكد من جديد أن البرقاوي انتقل إلى مرحلة جديدة في تصميم المشاهد وتنفيذها يمكن لها أن تضاهي ما يحدث عالمياً.
في هذه الحلقات لا يبدو تاج بصورة البطل السوبرمان بل تحول الجميع إلى أبطال. فالحدث أكبر من أن يواجهه بطل واحد والكل يساهم حسب مكانه واستطاعته. حامية البرلمان هم لأبطال، شكري القوتلي هو البطل وكل من يرافقه، الصابوني هو البطل الذي اقترح الخطة، تاج وأبو حلقة أبطال تنفيذها، الدكتورة والممرضات وطلاب الجامعة والجميع.
لا تخلو هذه الأحداث الدامية من مشاهد الطرافة غير المصطنعة التي تتخلل الحلقات: كلقاء عفاف بشكري القوتلي في سيارة الإسعاف وأم سليم تطلب سيجارة من شباب الحارة وتاج يراقب مشهد تمثيل موته.
انتهت الحلقة 25 وقد توقف القصف على دمشق، وبدأ تاج رحلته لاستعادة ابنته ومحاسبة العملاء، وكان عليه أن يدعي موته في انفجار القلعة كي يقتنع رياض بزوال خطره ويعيد ابنته إلى دمشق ولكي يكون حراً في تحركه بعيداً عن أعين جول.