مراجعة مسلسل تاج: الحلقات من 16 إلى 20

بقلم:   سامي الناصر           |  March 30, 2024

tag-16-20

في نهاية الحلقة 20 تصل الأمور إلى الذروة، فيٌحكم على تاج بالسجن مدى الحياة ولم يبقى هناك أي أمل والقصة لم تترك إلا احتمالين لإنقاذه: الأول هو أن يساعده أحد من الداخل وهذا الأحد لن يكون إلاّ لويس، أما الاحتمال الثاني أن يتدخل عنصر جديد كالقدر وتفتح قذيفة مدفع طاقة نور في سجنه المظلم وهذا ماحدث في نهاية الحلقة.

في هذه الحلقات الخمس الماضية دخلنا في الخط الأكثر إثارة وهو المواجهة المباشرة مع الفرنسي، فالأوراق أصبحت مكشوفة والمقص أصبح معروف ولم يعد للملفات دور فتعود جيني سالمة إلى الانكليز بعد تسليمهم الملفات للفرنسيين.

وتنعطف الأحداث ليصبح المحرك الأساسي هو تحرير صبحي. فتاج يتحاور مع جول على الهاتف لمبادلة صبحي بابنه لويس لكن الأمور لا تسير بالشكل المطلوب، فجول ضابط خبير متكبر عنيد وخالي المشاعر لم يهزه اختطاف ابنه ولم يتفاوض على استرداده، بل كل ماكان يفعله هو استدراج تاج وتوجيه اللكمات النفسية له. لكنه يضطر بضغط من نشر سليم للخبر في الصحافة أن يقوم بعملية المبادلة.

في هذه الحلقات يبرز دو جول كلاعب أساسي في الأحداث ويؤدي جوزيف بو نصار الدور ببراعة من كل النواحي: فحواراته مكتوبة بطريقة رائعة وانفعالاته مدروسة لتتناسب مع الشخصية وخبرتها ومكانتها، وطريقته في الكلام كلها تعطي للشخصية وقع خاص تجعلنا نستمتع بحواراتها وننتظر ما ستقوله.

يأتي مشهد المبادلة الجميل بتصويره للسيارتين المتجهتين إلى نقطة اللقاء والحوارات التي تحدث فيهما، فإذا لم يذكرنا بفيلم العراب لابد أن يذكرنا بأفلام عالمية أخرى.

تنتهي المواجه بمقتل صبحي على يد جول. جول كان صادقاً في المبادلة لكن هذا الضابط المتعجرف المتفاخر بعظمة دولته لا يستطيع أن يقبل أن يرى شخص مقيد يمتلك شعور مثله تجاه بلده. ففجر كل غضبه بإطلاق النار على صبحي عندما اختتم سلسلة استفزازه له بجملة "تسقط فرنسا". لم تكن جملة عابرة فالطريقة التي قالها بها جول لباد -الذي أبدع في لعب دور صبحي- لن يتحملها أي محتل.

تاج الذي اقتنع أن لويس لا يستحق الموت لا يريد قتله. مشاعره الثائرة لقتل صديقه ونداء رفاقه كلها تقول له "اطلق عليه" لكن عقله وقناعته بأنه لا يستحق تمنعه من ذلك.

في مشهد رائع، سواء من حيث أداء تيم حسن أو اللقطات التي يختارها المخرج، فتارة نرى المشهد بعيون تاج عندما ينظر إلى صبحي صارخاً باسمه وكأنه يريد أن يرى فيه شرارة حياة، وتارة بعيون المراقب لما يحدث. في النهاية، يقرر تاج أن يطلق صرخة ويحتفظ بالرصاصة لمستحقها.

ليس هذا أول مشهد تختار فيه الشخصية قناعتها على مشاعرها. ففي المشهد الذي دخل فيه إلى أستاذ المدرسة، وقد قال له أنه لا يرحب بابنة خائن في صفه، تراجع عن ضربه قائلاً له "أستاذ وأمام طلابك". فتجد في بناء الشخصية ما يجعل اختياره الصرخة على الرصاصة أمراً مبرراً وله أسس واضحة.

افتتح المخرج الحلقة بصبحي يغني "في سبيل المجد والأوطان نحيا ونبيد"، وهذا ما حضّرنا لهذا الحدث. لكن المفاجئ أن الحلقة التالية، الحلقة 18، كانت حلقة الكآبة والحزن. فقد تجاوز المشاهد الأمر، لكن المخرج، الذي شعرت أنه لا يريد جرّنا للحزن رغم الحدث الكئيب، اختار فجأة بعد انتهاء العزاء أن يغوص في عالم الكآبة والذكريات الحزينة. ليُنهي الحلقة خالية من أي حدث يُذكر.

ثم يبدأ دور رياض (بسام كوسا) بالظهور فتراه تخلى عن كونه محرك خفي للمصائب إلى لعب دور مباشر بعد أن علم أن زوجته نوران تعمل ضده. فيذهب بنفسه إلى بيت زيزي ويجبرها على الإقرار بمكان تاج الذي يستطيع الهرب من مخبأه لحظة وصول الفرنسيين إليه، لكنه سرعان ما يسقط بيد الدرك في مكتب رياض.

رياض كان قد حضّر أوراقه لمجيء تاج لقتله، فأخفى ابنته. وسماع هذا الخبر من نوران كان كفيلاً بهزّ كيان الملاكم. فعودته إلى ساحة النضال كان سببها ابنته فهل يخسرها!

الحلقات القادمة سيبدأ بها الحل فهاهي نافذة النور قد فتحها المدفع؛ لنرى كيف ستتطور الأمور وتخرج الشخصية من جديد وقد باتت أوراقها أقوى. فهناك لويس الذي قد يكون مساعد وكذلك الضابط الذي يلعب دوره إيهاب شعبان -الذي يقدم أداءً رائعاً هو أيضاً- على الأرجح سيلعب دوراً مساعداً فقد بدأ انتقامه بقتل فتاة الكازينو وقد يلعب دوراً في كشف رياض بدلاً من دور الملفات المُضخَم.



مشاركة