في عام 2020 منحت سنغافورة شركة "إيت جاست" Eat Just التي تصنع اللحوم في المخبر رخصة بيع منتجاتها من الدجاج المصنع مخبريا في الأسواق، وفي منتصف عام 2023 منحت هيئة الغذاء والدواء الأمريكية شركتين لتصنيع اللحوم المخبرية رخصة سلامة وتم السماح لهما ببيع منتجاتهما من صدور الدجاج المستنبت في الأسواق. لكن رغم ذلك لم نشهد استخدام كبير لهذه المنتجات... فما هي هذه اللحوم وما فائدتها وما مستقبلها؟

اللحم المصنع في المخبر (المسمى أيضاً اللحم المستنبت، أو اللحم النظيف) هو لحم يتم إنتاجه من الخلايا الحيوانية في المختبر بدلاً من تربية الحيوانات وتكبيرها للحصول على لحمها. يتم ذلك عن طريق أخذ عينة صغيرة من الخلايا العضلية من الحيوان، ثم زراعتها في وسط غذائي ملائم. تتكاثر فيه الخلايا وتنمو وتشكل أنسجة عضلية تشبه تماما اللحوم التي يتم الحصول عليها من الحيوانات.

للحم المصنع مخبرياً مزايا عديدة:

1- لايتطلب استهلاك للمياه والأغذية كالحيوانات مما يوفر مساحات هائلة من الأراضي المزروعة المخصصة لإنتاج غذاء للحيوانات.

2- يساهم في الحد من التلوث إذ تشكل الغازات التي تطلقها الأبقار مايقارب من 13% من الغازات الدفيئة التي تلوث الكوكب.

3- لاتحتاج هذه اللحوم لانتاج مضادات حيوية تؤدي إلى إنتاج بكتريا وفيروسات أكثر تطوراً قد تنتقل للإنسان أو تؤثر على البيئة بأشكال مختلفة.

4- بديل أخلاقي للحوم التقليدية التي يرى الناشطون البيئيون أن تربيتها وقتلها من أجل لحومها فعل غير إنساني ويجب التوقف عنه ويمتنع الكثير من النباتيين من أكل لحوم الحيوانات لهذا السبب.

رغم كثرة الانتقادات لهذا النوع من اللحوم لكن حتى الآن لايوجد أي مؤشر يدل على عدم سلامته فهو عبارة عن لحم مثل اللحم الطبيعي لكن تمت تغذيته وتنميته في المختبر وباستخدام مواد غذائية خاصة عوضاً عن جسم الحيوان.

سبب عدم الانتشار

يعود سبب عدم انتشاره وغزوه الأسواق إلى غلاء سعره. فما زالت تكلفة إنتاجه في المختبر مرتفعة جداً وتعادل أربعة أضعاف كلفة إنتاج اللحم الطبيعي؛ مما يجعله مقتصراً على بعض المطاعم التي تقدمه كنوع من التجربة الفريدة لزبائنها ولايمكن أن يكون منتجاً تجارياً منافساً بهذه الأسعار.

لكن هدف منتجيه تخفيض تكاليف إنتاجه مع الزمن حتى يصبح منافساً تجارياً يمكن له أن يُنهي الاعتماد على إنتاج اللحوم الطبيعية ويقضي على مراعي وحظائر الحيوانات. يُشكك الكثيرون في إمكانية حصول هذا الأمر فتصنيع هذه اللحوم بدأ منذ حوالي 10 سنوات ولم تتمكن الشركات من تخفيض تكاليف الإنتاج ولايوجد أي خطة أو فكرة قابلة للتنفيذ يعملون عليها لتخفيف التكلفة وهذا يضع أهدافهم في جعل منتجهم تجارياً أمراً صعباً للغاية.