من المستغرب أن الروبوتات البشرية لم تستطع حتى يومنا هذا أن تسير بسرعات تضاهي سرعة الحيوانات، فحتى أكثرها رشاقة يبقى بطيء السرعة، ويزداد بطئه بشكل كبير مجرد وضعه في بيئة فيها بعض الارتفاعات والانخفاضات والحواجز.
في بحث جديد حاول مجموعة من الباحثين اكتشاف السبب وراء بطء الروبوتات البشرية، فقاموا بدراسة أكثر من 100 ورقة بحثية عن الموضوع، ووجدوا أن هناك 5 مكونات(أنظمة) تشترك في جعل الروبوت أو الحيوان يسير هي: البنية (شكل الجسم)، المحركات (العضلات)، الحس (الحواس)، القوة (البطارية)، التحكم (العقل).
وكانت النتيجة مفاجئة، فقد وجدوا أنه: يمكن إيجاد طريقة تجعل الروبوتات تتفوق في تحقيق معظم هذه اﻷنظمة الخمسة التي تمتلكها الحيوانات بشكل منفرد، لكننا لم نستطع أن نوجد نظام متكامل يتفوق على النظام المتكامل لدى الحيوانات الذي يسخر هذه الأنظمة مجتمعة لتعمل بشكل متناغم. فكلما حاول المهندسون تحسين أحد هذه الأنظمة قد ينعكس سلباً على نظام آخر لذا تظل عملية التحسين بطئية جداً ومعقدة للغاية.
وهناك الكثير من الأمثلة التي تؤيد ما وصلوا إليه، فبعض الروبوتات أدى تحسين سرعة المشي للأمام إلى تراجع في القدرة على الالتفاف أو زيادة احتمالية تعثره، لذلك أي تحسين في قدرة أحد مكونات الروبوتات يجب أن يتم دراسة أثره على باقي المكونات قبل اعتماده وهذا ينطبق على الجزء الحركي والجزء البرمجي أيضاً.
ورغم أن جسم الحيوانات يتفوق على جسم الروبوتات من ناحية وجود العضلات والجلد الحساس لكن في عملية الركض فإن الروبوتات تمتلك كاميرات أفضل وحساسات أفضل في الأرجل ومحركات أقوى، و هذا لايجعلها أفضل في الركض ولا في الاستجابة لتغيرات البيئة المحيطة، فحتى أصغر الحشرات تبدي استجابة وردات فعل أسرع وتكيف أكثر مرونة مع تغير البيئة من أكثر الروبوتات تطوراً.