سيارة SU7 الكهربائية : لماذا نجحت شاومي حيث فشلت آبل؟

بقلم:   تامر كرم           |  March 29, 2024

su7_apple

بدأت شركة شاومي يوم الخميس 28 آذار في شحن أول سيارة كهربائية لها SU7، ليصبح صانع الهواتف الصيني لاعباً واعداً في مجال صناعة السيارات الكهربائية بعد شهر فقط من تخلي آبل عن مشروعها تيتان الذي كان يهدف لصناعة سيارة كهربائية ذاتية القيادة.

فلماذا فشلت أبل حيث نجحت شاومي؟

منذ 10 سنوات بدأت آبل مشروعها لبناء سيارة ذاتية القيادة وقد كلفها 10 مليار دولار وكانت أبل تسعى أن تقدم منتجاً متميزاً عما هو موجود بالسوق كما تفعل عند إطلاق كل منتجاتها، وهذا التميز يُمَكّنها من تحقيق هامش ربحية مرتفع مقارنة بالشركات المنافسة.

في بداية عام 2024، تخلت آبل عن مشروع صناعة سيارة بلا مقود إدراكاً منها لعدم إمكانية تحقيقه عملياً، فرغم كل التطورات الكبيرة في الذكاء الاصطناعي لايبدو أن السيارة ذاتية القيادة كلياً قريبة التحقق، وبهذا تفقد آبل التميز الذي كانت تنشده في منتجها الجديد.

أما شاومي فقد اتبعت نهجاً مختلفاً فقد اكتفت بأن تكون سيارتها كهربائية مع مساعد آلي دون تقديمها كسيارة ذاتية القيادة بل سيارة كهربائية تعمل بنظام شاومي HyperOS، مما يجعلها متكاملة مع هواتف شاومي والأدوات الذكية التي تنتجها. وبهذا يشعر مستخدمي منتجاتها أن هواتفهم و سياراتهم ومنازلهم متصلة ببعضها بسلاسة وهذه البيئة الرقمية ترافقهم أينما ذهبوا.

لم تضع شاومي أهدافاً كبيرة لها فاكتفت بميزتها -كشركة صناعة هواتف- أن يكون نظام تشغيل السيارة هو نفسه نظام تشغيل الهاتف والمنزل الذكي. أما آبل فقد وضعت هدفها في بناء سيارة ذاتية القيادة وهذا ما فشلت في إنجازه.

لماذا لم تكتفِ آبل بصناعة سيارة ذكية مثل شاومي؟

على الأرجح بسبب الربحية فصناعة السيارات أقل ربحية من صناعة الهواتف بكثير؛ فهامش ربح آبل من منتجاتها يتراوح بين 30 إلى 35 بينما تسلا -أكثر شركات السيارات الكهربائية ربحية- يبلغ هامش ربحها 18 وهو ينخفض الآن بسبب المنافسة الشديدة مع الشركات الصينية وانخفاض الطلب على السيارات الكهربائية.

آبل ستكون لاعب جديد وليس لديها خطوط إنتاج فعالة لتنافس تسلا وبالتالي ستحتاج على الأقل 10 سنوات لتحقيق هامش ربحي مثل تسلا هذا إن استطاعت المنافسة.

هذا التركيز على الربحية يشكل عاملاً حاسماً في قرار أبل إلغاء مشروع سيارتها وإعطاء الأولوية لتطوير CarPlay. فمن خلال توسيع توافقه ليعمل على مزيد من السيارات يمكن أن يوفر تكامل سلس بين أي سيارة مع منتجات آبل المختلفة من الآيفون إلى المنزل الذكي.



مشاركة