لماذا يرى إيلون ماسك أن سوق الروبوتات البشرية سيفوق سوق السيارات؟

بقلم:   تامر كرم           |  July 21, 2024

himanoid-market

في العديد من المناسبات صرح إيلون ماسك أن قيمة روبوت أوبتيموس الذي تطوره تسلا ستكون أكبر بكثير من قيمة السيارات، فبنظره الوصول لروبوت يقوم بما يقوم به الإنسان سيكون له مستقبل عظيم. ومؤخراً في اجتماع المساهمين السنوي لتسلا 2024، أضاف أن الروبوتات البشرية يمكن أن ترفع القيمة السوقية للشركة إلى 25 تريليون دولار في المستقبل.

ويرى ماسك أن قيمة سوق الروبوتات البشرية ستكون كبيرة لأنه سيكون عددها أكبر من عدد البشر، فبالإضافة لكون كل شخص هو عميل محتمل لكن يمكن له أن يشتري أكثر من روبوت واحد للقيام بأعمال مختلفة، كما أن الكثير من الشركات ستستخدمها في الأعمال الزراعية والصناعية والمخازن والنقل وغيرها.

وهنا بعض الأسباب التي تدعم وجهة نظره:

  1. المجال الواسع من التطبيقات التي يمكن للروبوتات البشرية أن تعمل فيها بعكس السيارات التي لها وظيفة واحدة، فالروبوت البشري قد يسلي الأطفال ويعلمهم، وقد يقوم بالأعمال المنزلية وإعداد الطعام، وقد يذهب للتسوق كما يمكن أن يعمل في مصانع السيارات والمستودعات وتوزيع البريد وأي مهمة روتينية يقوم بها إنسان.
  2. التكلفة المحمولة تجعل -برأي ماسك- أوبتيموس مؤهل ليكون رائد في هذا المجال، فتسلا قادرة على إنتاجه بتكلفة مقبولة وبكميات كبيرة لأنهم يطورون معظم أجزاء الروبوت ضمن الشركة، لذا سيكون تخفيض السعر لأقل من 20 ألف أمراً ممكناً مما يزيد عدد الزبائن الراغبين باقتنائه.
  3. تطور تقنيات الذكاء الاصطناعي (مثل تشات جي بي تي و جيميناي) التي غذى نجاحها الاعتقاد بإمكانية الوصول لروبوت يمكنه إنجاز المهام الروتينية بكفاءة عالية بعد أن كان أمراً غير مستبعداً بالنسبة للكثيرين، لا بل أصبح السؤال ليس إن كان ذلك ممكناً يل متى سيحدث.
  4. الاستثمارات الكبيرة: ليس إيلون ماسك الوحيد الذي يرى الفرص الهائلة للروبوتات البشرية فالكثير من عمالقة التكنولوجيا يستثمرون في شركات روبوتية ناشئة ومنهم مؤسس أمازون جيف بيزوس ومايكروسوفت وشركة OpenAI. كما أنّ الشركات الصينية تستثمر بشكل مكثف في هذه الروبوتات وشركة كيبلر على وشك إطلاق روبوت كيبلر المنافس لروبوت تسلا ابتيموس.

رغم ذلك مازال تطوير الروبوتات البشرية يواجه عقبات كبيرة، فحتى مازالت قدراتهم الحركية محدودة ومازال الحفاظ على التوازن أمر يشغل صانعيهم، بالإضافة إلى ضعف في القدرة على اتخاذ القرار الصحيح وتنفيذ الأوامر في بيئة معقدة ومتغيرة باستمرار.

تجاوز هذه العقبات يتطلب اختراقات علمية وهندسية في التصميم و الخوارزميات الذكية التي تقود الروبوت، وأنظمة الذكاء الاصطناعي التي تفهم ما يطلب منه وتعمل على تنفيذه. ولكن لحسن الحظ يمكن أن نبدأ بروبوتات بشرية تقوم بمهام محددة في بيئة محددة، ونراكم تطوير قدراتهم مع تزايد انتشارها، ولهذا يخطط ماسك لإطلاق أول دفعة من أوبتيموس في أواخر عام 2025.



مشاركة