لم تعد السيارات ذاتية القيادة من المشاريع الروبوتية المستقبلية، فهي تسير اليوم وتنقل الركاب في شوارع العديد من المدن والبلدان، وما وايمو و وي رايد وزوكس وأبولو إلاّ أشهرها.

في معرض الإلكترونيات CES 2025، كشف الرئيس التنفيذي لشركة إنفيديا جينسن هوانج عن جهود إنفيديا للتوسع في عالم السيارات ذاتية القيادة، مشيراً إلى أهمية هذه الصناعة الذي يتوقع لها أن تصبح أول الصناعات الروبوتية التي سيبلغ قيمة سوقها تريليونات الدولارات.

تسعى إنفيديا إلى تزويد مصنعي السيارات بالحلول البرمجية والأجهزة القوية اللازمة لتطوير أنظمة القيادة الذاتية المتطورة. ولتحقيق هذه الغاية، تطور ثلاث منصات حوسبة أساسية:

1- منصة التدريب: بفضل كمبيوترات DGX الفائقة، تسهل إنفيديا تدريب نماذج القيادة الذاتية باستخدام مجموعات بيانات ضخمة، تشمل بيانات واقعية و سيناريوهات مولدة صناعياً.

2- منصة أومنيفرس (Omniverse): وهي نظام محاكاة وتوليد بيانات تدريب، يمكن من خلاله اختبار أنظمة القيادة الذاتية في المحاكاة، كما يمكن توليد بيانات تدريب انطلاقاً من بيانات حقيقية، إذ يقوم بإضافة سيناريوهات عديدة لطرق موجودة وإضافة عناصر وتغيير أشياء أو حتى توليد طرقات جديدة، ويتم استخدام نموذج العالم الذي تطوره إنفيديا Cosmos ليقوم بالتحقق من أن البيانات المولدة متناسقة ومنسجمة مع المنطق وقوانين الفيزياء.

3- كمبيوتر السيارة: يقوم بتشغيل نموذج القيادة الذي تم تدريبه ليعمل في السيارة دون الحاجة لاتصال خارجي، ويتلقى المعالج المدخلات من كاميرات وحساسات السيارة، ويستخدم نموذج القيادة لكي يحدد مسار السيارة التالي. وأعلنت إنفيديا عن أحدث معالج لهذا الغرض وهو Thor، وقال هوانغ أنه أسرع بـ 20 مرة من المعالج السابق Orin المستخدم اليوم في معظم السيارات ذاتية القيادة.

تتعاون إنفيديا مع مجموعة واسعة من مصنعي السيارات الكهربائية، بما في ذلك تسلا و وايمو و زوكس و بي واي دي و فولفو وشاومي وريفان ولوسيد وتويوتا. و تستخدم هذه الشركات المصنعة واحدة على الأقل من منصات الحوسبة الثلاث بما يتناسب مع احتياجاتها. والجدير بالذكر أن تويوتا أعلنت مؤخراً عن شراكة مع إنفيديا لتطوير الجيل التالي من أنظمة القيادة الذكية، وكذلك أورورا التي تركز على تطوير أنظمة القيادة الذاتية للشاحنات.

و هذا التعاون الوثيق مع شركات تصنيع السيارات يضع إنفيديا في موقع المحرك الرئيسي في تطوير الجيل القادم من المركبات ذاتية القيادة. ونتيجة لذلك، ستستفيد إنفيديا بشكل كبير من سوق المركبات ذاتية القيادة المزدهر، و التي تعمل بنشاط على تعزيز نموه وتحسينه.

كما يعمل هذا النهج التعاوني على تسريع تطوير أنظمة القيادة الذاتية لشركات تصنيع السيارات، إذ يلغي الحاجة إلى استثمارات مكلفة وتستغرق وقتاً طويلاً في البنية التحتية الأساسية، والتي من شأنها أن تشكل عبئاً كبيراً على كل شركة على حدة.