الموسيقى هي لغة المشاعر فإن تمكن الذكاء الاصطناعي من تأليفها كما يفعل المبدعين الموسيقيين فهو مؤشر مهم لمدى اقترابه من الذكاء البشري وقدرته على الابتكار.

يعتبر MusicLM أحد التطبيقات الواعدة في مجال توليد الموسيقى باستخدام الذكاء الاصطناعي، وقد أعلنت عنه جوجل بداية عام 2023 كأداة تجريبية يقوم بتوليد موسيقى بناءً على وصف نصي لها.

ويمكنه التعامل مع أوصاف مركبة كأن تطلب منه مثلاً : "موسيقى الجاز المفعمة بالحيوية لحفل عشاء" ، إذ قد يتضمن الوصف نوع الموسيقى (جاز - روك - ميتال... ) أو/و وصف للنغمة التي تريدها أو/و للأجواء، مما يجعله أداة سهلة الاستخدام حتى إن كنت لا تعرف أي شيء عن تأليف الموسيقى.

وقد تم تدريب النموذج على كميات كبيرة من الملفات الموسيقية المرفقة مع وصف لها، مما يجعله قادراً على توليد ملف موسيقي من وصف نصي. ويعتمد مبدأ عمله نفس مبدأ عمل نماذج اللغة التي تولد نص من نص أو النماذج التي تولد صورة من نص مع اختلافات تتعلق بطريقة تمثيل الموسيقى وتوليدها.

لابد من الإشارة أنها مازالت أداة تجريبية ومعرضة لكثير من الأخطاء وليس من الضروري أن تنتج الموسيقى التي تريدها من وصفك النصي، ومازالت جوجل تعمل على تطوير النموذج والتعاون مع الموسيقيين لتحسين قدراته ونتائجه.

ويقوم النموذج بإنشاء موسيقى منسجمة متسقة لمدة تصل إلى عدة دقائق وبجودة عالية 24 كيلوهرتز. ويمكن أن يساعد صانعي الألعاب بتصميم موسيقى لألعابهم، ويساعد أي شخص لإنشاء خلفية موسيقية لعرض تقديمي.

أما بالنسبة للموسيقيين فيساعدهم في الابتكار واختبار الأفكار بسهولة، فأصبح تجربة ألحان جديدة عملية أسهل، و يمكن لهم جعله يجرب مجال واسع من الأفكار ثم اختيار أفضلها وتطويرها بخبرتهم.

هذا التعاون بين الموسيقيين و MusicML يمكن أن يكون مثل التعاون بين الكتاب والصحفيين ونماذج اللغة (جيميناي و ChatGPT) التي تسهم في إغناء وتسريع تجربتهم الكتابية ولاتستبدل خبراتهم.