أعلنت مايكروسوفت عن شريحتها الكمومية "مايورانا 1" (Majorana)، التي تعتمد في تكوينها على الكيوبتات الطوبولوجية، وهي نوع جديد مُبتكر أكثر استقراراً وأقل عرضة للخطأ من الكيوبتات التقليدية.
هذه الشريحة الفريدة تعتمد على الكيوبتات الطوبولوجية، المصنوعة من مواد نانوية رائدة تجعلها أقل عرضة للخطأ وأكثر استقراراً من الكيوبتات التقليدية، وتسهل التحكم بها وتقلل المساحة اللازمة لكل كيوبت، ما يجعل من الممكن لأول مرة رص ملايين الكيوبتات على شريحة لا تتجاوز مساحة راحة اليد.
كانت شركة مايكروسوفت تعمل على شريحة "مايورانا 1" منذ ما يقرب من عقدين من الزمن، وتعتمد في بنيتها على جسيم دون ذري يُسمى "فيرميون مايورانا"، والذي تم طرح نظريات وجوده لأول مرة في ثلاثينيات القرن العشرين. يتمتع هذا الجسيم بخصائص تجعله أقل عرضة للأخطاء التي تُصيب الكيوبتات التقليدية، ولكن كان من الصعب على الفيزيائيين العثور عليه والتحكم فيه.
تم تصنيع هذه الكيوبتات الطوبولوجية باستخدام أسلاك نانوية مصنوعة من مواد فائقة التوصيل وشبه الموصلة، وخاصة زرنيخيد الإنديوم والألمنيوم. يتم تبريد هذه الأسلاك النانوية إلى درجات حرارة قريبة من الصفر المطلق لتحقيق حالة فائقة التوصيل. عند تطبيق مجال مغناطيسي، فإنه يُحفز حالة فائقة التوصيل الطوبولوجية التي تدعم تكوين أوضاع الصفر المايورانية (MZMs) في نهايات الأسلاك النانوية. هذه الأوضاع الصفرية المايورانية هي اللبنات الأساسية للكيوبتات الطوبولوجية حيث تُخَزَن المعلومات.
تمهد هذه الشريحة الطريق نحو ثورة في الحوسبة الكمومية، فالكمبيوترات الكمومية تحتاج لملايين الكيوبتات لتكون عملية، وكان الوصول لمعالج كمومي بألف كيوبت يعتبر إنجازاً هندسياً مهماً، ومع هذه الشريحة الجديدة يمكن توقع الوصول لكمبيوتر بملايين الكيوبتات خلال سنوات قليلة.
رغم أن مايكروسوفت تُجري اختباراتها على شرائح "مايورانا 1" التي لا تحتوي على أكثر من 8 كيوبتات طوبولوجية، فإن البنية والمواد المستخدمة توفر مساراً واضحاً لتحقيق شريحة بملايين الكيوبتات.