الهايبرلوب في 2024: الصين تتولى دفة القيادة

بقلم:   تامر كرم           |  Jan. 10, 2025

hyperloop-2024

تخيل أنك تسافر في قطار لكنه يسير بسرعة الطائرة مختصراً الزمن بين الأماكن من ساعات إلى دقائق ودون زيادة أعباء السفر عبر المطارات.

هذا هو الطموح الذي دفع إيلون ماسك لطرح مفهوم الهايبرلوب عام 2013، إذ أن بناء قناة مفرغة منخفضة الضغط يؤدي لتقليل مقاومة حركة المركبات داخلها، ما يجعلها تبلغ سرعات عالية جداً، و باستخدام تقنيات دفع صديقة للبيئة.

لكن في نهاية عام 2023 شهدت مشاريع الهايبرلوب انتكاسة كبيرة، إذ أعلنت شركة "هايبرلوب ون" إغلاق أبوابها، وكانت أبرز الشركات العاملة في هذا المجال، مما زاد الشكوك حول إمكانية حل العقبات الهندسية التي تواجه هذه المشاريع.

لكن الأمر لم يبق بهذا التشاؤم في 2024، ففي الربع الثالث قامت الصين بإجراء تجربة ناجحة، إذ تمكنت من تسيير قطار بسرعة بلغت 1000 كم/ساعة في قناة هايبرلوب بطول 2 كيلومتر، ويعمل القطار بتقنيات الرفع والدفع المغناطيسي التي تجعله يطفو فوق السكة مما يقلل المقاومة لدرجة كبيرة، وأظهر الاختبار قدرة القطار على الحفاظ على مساره وتجاوز المنحنيات والتوقف الآمن.

وهذا ما أعاد الأمل في أن هذه التقنية يمكن أن ترى النور عما قريب، فالسرعة الغير مسبوقة التي وصلها والتي تفوق سرعة الطائرات التجارية (885-965 كم/ساعة)، ضمن مسافة 2 كم، يبرز مدى التقدم في التقنيات و يشير إلى أن دخوله العمل التجاري قد لا يكون بعيداً.

وبعدها بثلاثة أشهر حقق المشروع الأوروبي للنقل الكهرومغناطيسي نجاحاً في هذا الميدان، فقد قام فريق بحثي من عدة جامعات وشركات أوروبية ببناء نموذج تجريبي مصغر لهايبرلوب على شكل حلقة، يبلغ قطرها 40 سنتمتر ومحيطها 125 متر، وتشكل 1/12 من الحجم الذي يهدف الفريق لبنائه على أرض الواقع.

وتمكنوا في هذا المجسم المصغر من إجراء عشرات التجارب، وبلغت أقصى سرعة للعربة داخل الهايبرلوب حوالي 40 كم/ساعة وأطول مهمة دارت لمسافة 11.8 كيلومتر، واستنتج الفريق أن هذه السرعة تتحول إلى 488 كم/ساعة فيما لو تمت التجربة في هايبرلوب بالحجم الحقيقي والمسافة المقطوعة ستكون 141 كم.

وإن كان هذا النموذج المصغر التجريبي لايضاهي ما وصلت إليه الصين، لكن يعبر عن رغبة أوروبية وثقة مازالت موجودة بإمكانيات هذه التقنية على أن تصبح قابلة للتطبيق التجاري.

وهكذا يبدو أن حلم الهايبرلوب لم ينتهِ، بل تغير من يقود دفة التطوير في هذا المجال، فبرزت الصين كلاعب مهم وقريب جداً من تحويله لمنتج تجاري، في حين تراجع الاهتمام الأمريكي وربما ثقة المستثمرين الأمريكيين بمستقبل هذه التقنية.



مشاركة