نيورالينك للفطر: فطر يتحكم بروبوت لا إرادياً

بقلم:   تامر كرم           |  Sept. 10, 2024

fungi-robot

كما تسعى نيورالينك والشركات المماثلة لجعل الإنسان يتحكم بأدوات روبوتية من خلال قراءة الإشارات الدماغية، قام باحثون في جامعة كورنيل وجامعة فلورنسا بجعل فطر يتحكم بروبوتين صغيرين أحدهما له أرجل مثل العنكبوت وآخر له عجلات.

يوجد في جذور الفطر شبكة متشعبة من الخيوط تسمى مايسليام، وتعمل إلى حد ما مثل الشبكات العصبية في الدماغ البشري إذ تنقل الإشارات الكهربائية استجابة للمحفزات البيئية مثل الحرارة والرطوبة والضوء.

قام الباحثون بزراعة شبكات الفطريات هذه في المختبر وتصميم واجهة -شبيهة نيورالينك- توضع عليها ويمكنها التقاط الإشارات الكهربائية التي تمر عبرها، ثم تتم معالجتها وتحويلها إلى أوامر رقمية للتحكم في حركة الروبوت.

وضع الباحثون هذه الفطريات على روبوت صغير بأرجل يشبه العنكبوت، ليتكون روبوت حيوي هجين، جزء منه آلي وجزء منه مكون من نسيج حي، يقوم الجزء الحي باستقبال المؤثرات من المحيط ويقوم الروبوت بالاستجابة حركياً تبعاً لهذه المؤثرات.

مبدئياً قام الباحثون باستخدام الأشعة فوق البنفسجية فقط كمؤثر خارجي، نظراً لاستجابة الفطر (فطر المحار الملكي) المستخدم لها، وقاموا بدراسة الإشارات الكهربائية التي يصدرها عند تعريضه لها، ثم بنوا نموذج يسمح بتحويل الإشارات إلى أوامر حركية تنتقل للروبوت المستضيف.

وقد تمكن الروبوت العنكبوتي من الزحف بطرق مختلفة بحسب تغير الإشارات، كما تمكن الروبوت ذو العجلات من تغيير سرعته واتجاهه. بالطبع تعبر حركة الروبوتات عما يريد الباحثون من الإشارات أن تفعله فالفطر لا يتحكم إرادياً بالروبوت بخلاف مستخدمي نيورالينك.

وقد استخدم الباحثون الفطر لأن هدفهم النهائي إيجاد روبوت حيوي هجين يمكن أن يعيش النسيج الحيوي عند نشره في بيئات مختلفة مثل الفطر، ليقوم باستشعار العوامل الخارجية كالحرارة والرطوبة والضوء ومؤثرات أخرى ثم يقوم الروبوت بالاستجابة بما يتناسب.

يمكن أن تجد هذه الروبوتات الحيوية الهجينة تطبيقات في الزراعة ومراقبة التربة والمحاصيل لاستشعار التغييرات واتخاذ الإجراءات المناسبة.

رغم أنه يمكن أن يحمل الروبوت مستشعرات حرارة ورطوبة وضوء بدلاً من شبكة الفطريات ليقوم بنفس المهمة بسهولة أكبر، فإن تطوير هذا الروبوت الحيوي الهجين يعتبر خطوة هامة في تطوير روبوتات تستجيب بطريقة عضوية وأكثر بديهية لمؤثرات البيئة الخارجية بما فيها المؤثرات غير المعروفة والتي قد لا نملك حساسات لرصدها.

نشر الباحثون نتائج دراستهم والفيديوات المرافقة في مجلة علوم الروبوتيكس.



مشاركة