إمساك الهولوجرام: FlexiVol أول شاشة تتيح التفاعل الحقيقي مع الصور ثلاثية الأبعاد

بقلم:   جاد طرابيشي           |  April 16, 2025

flexivol

شهدت تقنية العرض ثلاثي الأبعاد تطوراً كبيراً، لكن التفاعل المباشر باللمس مع الأجسام الافتراضية بقي تحدياً صعباً. غالباً ما تكون شاشات العرض الحجمية صلبة ومهتزة، مما يستدعي عزلها عن يد المستخدم، وبالتالي يمنع إمكانية الإمساك بالأغراض والتفاعل الحقيقي معها.

لمواجهة هذا التحدي، طور باحثون في جامعة نافارا العامة بإسبانيا جهاز عرض جديد يحمل اسم FlexiVol، وهو تعديل مبتكر لأنظمة العرض الحجمية التقليدية. يهدف هذا الابتكار إلى استبدال سطح العرض الصلب (أو الناشر) بناشر مرن يسمح للمستخدمين بالتفاعل المباشر والإحساس بالأغراض ثلاثية الأبعاد وكأنهم يمسكون بها فعلياً.

تُنتج شاشات العرض الحجمية المسحوبة، مثل Voxon VX1، صوراً ثلاثية الأبعاد عبر إسقاط شرائح الصورة على سطح ثنائي الأبعاد يهتز بسرعة عالية. هذه الحركة السريعة تجعل العين البشرية تدمج الشرائح معاً، مما يعطي انطباعاً بوجود جسم ثلاثي الأبعاد كامل—وهو تأثير يُعرف باسم "ثبات الرؤية"، المشابه للطريقة التي تظهر بها شفرات المروحة الدوارة وكأنها شكل متصل.

لكن حتى الآن، كان التفاعل مع هذه الصور يتم عبر طرق غير مباشرة، مثل استخدام الفأرة أو تتبع حركة اليد قرب الشاشة حتى لا يتأذى المستخدم و الشاشة ولا تتشوه الصورة. لتجاوز هذه القيود، قام الباحثون باستبدال السطح الصلب بناشر مرن مكون من شرائط مهتزة، مما يتيح للمستخدم لمس الشاشة والتفاعل المباشر مع الأغراض ثلاثية الأبعاد الظاهرة عليها. كما تم برمجياً تصحيح التشوهات بحيث تُعاد رسم الصورة لحظياً بما يتناسب مع موضع أصابع المستخدم، مما يضمن دقة العرض أثناء التفاعل.

ولاختيار أنسب مادة للناشر، أجرى الباحثون اختبارات متعددة، شملت انتشار الضوء لضمان وضوح الصورة، و الصلابة لتقييم استجابة الناشر عند الضغط، واستجابته للتردد لضبط الاهتزازات. في النهاية، وقع الاختيار على نوع معين من الأشرطة المطاطية بسبب متانتها وثبات اهتزازها، مما يضمن تجربة سلسة للمستخدمين دون تشوهات غير مرغوبة.

للتأكد من فاعلية FlexiVol، أجرى الباحثون تجربة بمشاركة 18 شخصاً لاختبار التفاعل اللمسي داخل العرض ثلاثي الأبعاد. طُلب منهم تنفيذ ثلاث مهام: تحديد غرض ثلاثي الأبعاد داخل الشاشة، و تحريك غرض في مسار محدد، و إرساء غرض داخل آخر باستخدام اليد مباشرة. أظهرت النتائج أن المستخدمين وجدوا التفاعل المباشر أسهل وأكثر طبيعية مقارنة باستخدام الفأرة ثلاثية الأبعاد التقليدية، مما يثبت إمكانية اعتماد هذا الأسلوب في شاشات العرض المستقبلية.

رغم نجاح FlexiVol، لا يزال هناك عدة تحديات يجب حلها قبل تسويقها، ومن أهمها: متانة الأشرطة المرنة، فلم يتم اختبار مدى تحملها للاستخدام طويل الأمد. و تحسين دقة تتبع اليد، فهي تعتمد على كاميرات خارجية، لكنها ليست بالدقة العالية مثل شاشات اللمس ثنائية الأبعاد. و حجم الشاشة، إذ يبلغ سطح العرض الحالي حوالي 19 سم² ودقته متوسطة، مما يستدعي زيادة الحجم والدقة لتعزيز وضوح العرض وسهولة التفاعل معه.

وتعتبر FlexiVol أول شاشة تفاعلية ثلاثية الأبعاد حقيقة، وهي بمثابة نقلة نوعية في مجال التفاعل مع الشاشات، فمن خلال تعديل أنظمة العرض الحالية بموزعات مرنة متذبذبة، يُمكن للمستخدمين الآن الوصول فعلياً إلى الداخل والتفاعل مع الأجسام ثلاثية الأبعاد بطريقة لم تكن ممكنة من قبل.

يمكن لهذا الابتكار أن يجد استخدامات واسعة في مجالات مثل: الألعاب – خلق بيئات غامرة بتفاعل مباشر. التصوير الطبي – تحسين طرق عرض وتحليل بيانات التصوير الثلاثي الأبعاد. التعليم – توفير وسيلة جديدة للتفاعل مع المعلومات ثلاثية الأبعاد. التصميم – دعم العمل على النماذج ثلاثية الأبعاد بلمسات مباشرة. الترفيه التفاعلي – خلق تجارب رقمية فريدة.



مشاركة