حققت الصين إنجازاً جديداً في عالم القطارات فائقة السرعة، بتسجيل رقم قياسي غير مسبوق لقطار الرفع المغناطيسي (ماجليف) غير المأهول. إذ تمكن القطار من التسارع إلى 650 كيلومتر في الساعة خلال 7 ثوانٍ فقط على مسار اختبار قصير يبلغ طوله 600 متر. جرى هذا الاختبار في مختبر دونغهو بمقاطعة هوبي، تحت إشراف مركز ابتكار تكنولوجيا الدفع الكهرومغناطيسي للسكك الحديدية عالية السرعة.
يزن قطار الماجليف التجريبي 1.1 طن ويتم التحكم به عن بعد. ويعود الفضل في وصوله لهذه السرعة الفائقة إلى ثلاثة تطورات تقنية رئيسية:
- المحركات الخطية المتطورة: تعمل هذه المحركات كبديل للعجلات، حيث تخلق مجالاً مغناطيسياً متغيراً على طول المسار يدفع القطار للأمام بقوة سحب مغناطيسية، مما يتيح تسارعاً كبيراً في وقت قصير جداً.
- الرفع المغناطيسي لتقليل الاحتكاك: يعتمد قطار الماجليف على مبدأ تنافر الأقطاب المغناطيسية المتماثلة، حيث تطفو العربات فوق السكة بارتفاع بضعة سنتيمترات دون أي تلامس. يتم توليد هذا التنافر عبر مغناطيسات كهربائية قوية، مما يقلل الاحتكاك بشكل شبه كامل ويسمح بسرعات هائلة.
- أنظمة التحكم فائقة الدقة: تتتبع هذه الأنظمة موقع القطار بدقة تصل إلى 4 مليمترات فقط، مما يضمن عمليات كبح دقيقة وآمنة. بفضل هذا النظام، تمكن القطار من التوقف التام من سرعته القصوى في غضون 200 متر فقط.
على الرغم من أن هذا الإنجاز ليس قطاراً تجارياً بعد، بل هو نموذج أولي مصمم لاختبار التقنيات، إلا أنه يعتبر اليوم أسرع سرعة في العالم يتم الوصول إليها على مثل هذه المسافة القصيرة.
إذا حققت الصين هدفها المستقبلي المتمثل في الوصول إلى سرعة 800 كيلومتر في الساعة، فقد نشهد تحولاً كبيراً في وسائل النقل، حيث يمكن لقطارات الرفع المغناطيسية أن تنافس الطائرات في السفر لمسافات قصيرة.