هل تكتسح الصين صناعة الروبوتات البشرية كما فعلت مع السيارات الكهربائية؟

بقلم:   تامر كرم           |  Aug. 28, 2024

humanoids

الصين قوة عظمى في قطاع التصنيع العالمي، وقد تميزت في سوق السيارات الكهربائية إذ أدى الدعم الحكومي وسلاسل التوريد إضافة للابتكار التكنولوجي ولاسيما في مجال البطاريات الكهربائية إلى تحولها لقائدة في هذا المجال. والآن نشهد شيئاً مشابهاً في مجال الروبوتات البشرية، فهل بدأت مؤشرات الهيمنة على هذا السوق تتجلى أكثر رغم أنه لم يبدأ بعد.

طموحات الصين في صناعة الروبوتات

نلاحظ اهتمام كبير من صناع القرار في صناعة الروبوتات ودعم واضح، ففي مؤتمر الروبوتات العالمي 2024 الذي انتهى مساء الأحد في بكين أكد رئيس مجلس الدولة الصيني لي تشينغ أن صناعة الروبوتات تتمتع بآفاق واسعة وإمكانات سوقية ضخمة، وأضاف أنها أيضا مقياس للابتكار التقني وقوة التصنيع الراقية. فهي بالنسبة للحكومة الصينية إثبات لمكانتها التكنولوجية المتقدمة لكون هذا المجال أكثر تعقيداً من السيارات الكهربائية فهو يتطلب ابتكارات في مجالات متعددة: المستشعرات والمحركات الروبوتية إضافة إلى أنظمة ذكاء اصطناعي متطورة.

وظهر اهتمام الصين في هذه الصناعة في المؤتمر من خلال عدد الشركات الكبير الذين عرضوا أنواع مختلفة من الروبوتات البشرية تؤدي وظائف متعددة بما فيها الجري والرقص وعزف الموسيقى.

المشهد التنافسي

هناك قناعة كبيرة لدى قادة التكنولوجيا أيضاً في أميركا بمستقبل الروبوتات البشرية، فإيلون ماسك توقع أن سوق روبوت تسلا أوبتيموس سيكون أهم من سوق السيارات وسيرفع قيمة تسلا إلى 25 تريليون دولار.

وكل الشركات التكنولوجية الكبيرة من إنفيديا وأمازون ومايكروسوفت وغوغل إما بدأت مؤخراً بالاستثمار في شركات روبوتات بشرية أو تقوم بتطويرها.

بعض الشركات بدأت باختبار الروبوتات البشرية متعددة المهام في مصانع السيارات، بغض النظر عن تسلا، بي إم دبليو تختبر روبوت شركة فيجر، ومرسيدس تختبر روبوت أبولو، أما نيو الصينية فتختبر ووكر إس الصيني.

روبوت يونتري G1 أصبح منذ أسبوع متاح للشراء بسعر مقبول يبلغ 16 ألف دولار، في حين تخطط شركة كيبلر لبدء بيع روبوتها في الأشهر القادمة. أما الروبوتات البشرية الامريكية رغم أنها تبدو على مستوى عالي من التطور مثل روبوتات بوستن دايناميكس وتسلا وأجيليتي إلا أنه لا يبدو أنها تخطط حالياً لبيع روبوتاتها للعموم باستثناء تسلا فقد تبدأ بيعها العام القادم.

هل تتفوق الصين في سوق الروبوتات البشرية أيضاً؟

وفقًا للاتحاد الدولي للروبوتات، تنتج الصين 52٪ من الروبوتات الصناعية في العالم، تليها اليابان التي تنتج 9٪. هذه الهيمنة مرشحة بقوة أن تتكرر في سوق الروبوتات البشرية.

رغم أن هناك منافسة كبيرة واضحة من الشركات الأمريكية، ويبدو أقربها للإنتاج هي شركة تسلا، وهي الشركة الوحيدة التي يمكن أن تطور خطوط إنتاج عالية الكفاءة تنافس تلك الصينية، لكن هناك بعض العوامل التي تجعلنا نرجح خسارتها السباق وهي: تفوق شركة بي واي دي عليها في سباق السيارات الكهربائية رغم ريادتها لفترة من الزمن مما يجعلنا نرجح تفوق الشركات الصينية في مجال الروبوتات البشرية، كما أن الشركات الصينية تبدو أقرب للإنتاج من تسلا وبعضها قد بدأ فعلاً الإنتاج مما يتيح لهم اكتساب خبرة وتغذية راجعة تسرع في تطوير روبوتاتهم.

وأخيراً ما يجعلنا نميل أكثر إلى هذه الرؤية، هو ظهور روبوت تسلا في معرض الروبوتات جامد داخل صندوق شفاف، في حين تبدو الروبوتات الصينية أكثر حيوية ورشاقة وتفاعلية، وإن كان هذا لايعكس حقيقة الأمر لكنه يُضاف إلى الانطباع بتفوق الصين في هذا المجال.



مشاركة