الصين تطور روبوت مزود برحم صناعي يحاكي عمل الطبيعي

بقلم:   تامر كرم           |  Aug. 17, 2025

arti-womb

أعلنت شركة "كايوا تكنولوجي" الصينية عن مشروعها لتطوير أول روبوت حمل في العالم، قادر على احتضان الجنين لمدة تسعة أشهر ثم ولادته بطريقة تحاكي عمل الرحم الطبيعي.

تأسست الشركة على يد الدكتور تشانغ تشيفنغ، وهو باحث حاصل على درجة الدكتوراه من جامعة نانيانغ التكنولوجية في سنغافورة، ويقود جهوداً طموحة في مجال التكنولوجيا الحيوية والذكاء الاصطناعي.

الروبوت الجديد سيحتوي على رحم صناعي مزوّد بسائل أمنيوتيكي صناعي وأنبوب تغذية يحاكي دور المشيمة، مما يسمح للجنين بالنمو داخل جسم الروبوت في بيئة مشابهة للرحم البشري. وقد صرّح الدكتور تشيفنغ أن التقنية وصلت إلى مرحلة "ناضجة"، وأن الخطوة التالية تتمثل في زرع الرحم الصناعي داخل الروبوت ليتمكن من التفاعل مع البشر وتحقيق الحمل.

الشركة أجرت بالفعل محادثات مع السلطات في مقاطعة قوانغدونغ الصينية لبحث الجوانب القانونية ووضع أطر تشريعية تتماشى مع هذه التقنية الجديدة. ومع ذلك، أثار الإعلان موجة من الجدل على منصات التواصل الاجتماعي، حيث اعتبر كثيرون أن الفكرة غير أخلاقية وغير طبيعية. وانتقد البعض حرمان الجنين من الاتصال العاطفي الطبيعي مع الأم عبر الحبل السري، معتبرين أن ذلك قد يؤثر على تطوره النفسي والعاطفي.

من جهة أخرى، يرى مؤيدو المشروع أنه قد يمثل حلاً ثورياً لمشكلة العقم المتزايدة في الصين، والتي ارتفعت نسبتها من 11.9% عام 2007 إلى 18% عام 2020. كما يمكن أن يخفف من معاناة النساء اللواتي يواجهن صعوبات صحية أثناء الحمل، ويوفر خياراً جديداً للأسر التي تفشل في تحقيق الحمل عبر الوسائل التقليدية.

ورغم أن التفاصيل الدقيقة حول كيفية تخصيب البويضة وزرعها داخل الرحم الصناعي لم تُكشف بعد، فإن المشروع يفتح الباب أمام نقاش عالمي حول مستقبل الإنجاب والعلاقة بين التكنولوجيا والإنسان. هل سيكون هذا الروبوت بداية لعصر جديد من الولادة الاصطناعية؟ أم أنه مجرد حلم علمي يواجه تحديات أخلاقية وطبية معقدة؟



مشاركة