الروبوت أطلس: القوة والرشاقة لا تكفي

بقلم:   تامر كرم           |  Feb. 8, 2024

الروبوت أطلس

ظهر الروبوت أطلس أول مرة عام 2013 وقد تميز بقدرته الفريدة على أداء بعض الرياضات الصعبة والحركات البهلوانية. طورته شركة "بوسطن داينامكس" (Boston Dynamics) التي تقوم بإصدار فيديوهات متتالية عن آخر إنجازاته؛ فقد تمكن من المشي ثم الركض ثم القفز وتجاوز العوائق ثم أداء حركات بهلوانية كاللف والدوران وحمل الأشياء الثقيلة.

يتميز ببنيته المتينة ومحركاته الهيدروليكية القوية التي تجعله قادراً على التعامل مع الأغراض الثقيلة؛ لكنه يصدر صوتاً مرتفعاً مقارنة بالروبوتات التي تعتمد على محركات كهربائية.

بدأ العمل به بدعم من وكالة مشاريع البحوث الدفاعية المتطورة "داربا" لصناعة روبوت قادر على القيام بأداء مهمات صعبة تشكل خطورة كبيرة للبشر مثل أعمال النجدة والإنقاذ؛ وقامت شركة هيونداي بالاستحواذ الكامل على شركة بوسطن داينامكس في عام 2021.

كيف يتحرك أطلس في المحيط؟

يمتلك أطلس العديد من الحساسات والكاميرات وليدار ليقوم ببناء تصور ثلاثي الأبعاد للبيئة المحيطة؛ يمثل فيها الأغراض حوله وحدودها وبعدها تقوم خوارزمية التخطيط باقتراح مسار لحركته القادمة -تظهر بشكل أرجل خضراء في الصورة في الأسفل- يقوم الروبوت بكل الحسابات الضرورية لينتقل إلى المكان التالي.

أطلس يفهم المحيط

في البداية تمت برمجة مسارات سير الروبوت بشكل يدوي؛ إذ قام المهندسون بتحديد الخطوات الخضراء بناء على إمكانياته الحركية والمسار المراد أن يتبعه ثم يقومون بجعله ينفذ المسار وبذلك فهو لايتحرك بشكل ذاتي بل وفق خطة مرسومة.

لكن بعد أن امتلك العديد من المسارات أصبح من الممكن للروبوت أن يتحرك بشكل مستقل وذلك أنه بفضل متحكم خاص يقوم باختيار الحركة القادمة الأمثل بناء على المحيط ووضع الروبوت اعتماداً على مكتبة المسارات. فمثلاً إن وجد حاجزاً إسطوانياً أمامه سيعرف أنه يجب عليه القفز فوقه؛ إذ سيجد في مكتبته أنه من الأفضل القفز وسيقوم بتأدية فعل القفز. وبالتالي فكل الحركات البهلوانية التي يقوم بها تم رسم مسارها له وهذا لا ينتقص من قدراته الحركية المبهرة فلا يوجد روبوت يمتلك مثل هذه القدرات.

لماذا لايتم استخدامه لأداء أعمال مفيدة؟

حتى الآن مازال أطلس منصة بحث ولم يتم استخدامه عملياً لأغراض تجارية؛ لكن في آخر فيديو نشروه يقوم فيه بالمساعدة بأعمال في مصنع سيارات -مثل روبوت تسلا أوبتيموس أو روبوت Figure 01 الذي بدأ التدرب حديثاً في مصنع BMW- من مما يشير إلى أنه لن يبقى مجرد منصة بحثية.

ماذا ينقص الروبوت أطلس؟

الاستقلالية؛ يحتاج الروبوت لكي يكون مفيد أن يكون له نوع من الاستقلالية والذكاء الخاص لتنفيذ مهام محددة, فأداء أي مهمة مفيدة لا ينطوي فقط على تنفيذ مسار حركي معين بل يجب عليه أن يحدد الهدف أولاً ثم كيفية تنفيذه ثم اﻷفعال التي يجب عليه أن يقوم بها لذلك؛ وهذا يختلف عن برمجته الحالية التي تقوم على اختيار الخطوة الأمثل التالية أو تنفيذ مسار مبرمج مسبقاً.

لاشك أن أطلس منصة بحثية متقدمة لتطوير جيل من روبوتات المستقبل لكن التركيز على تنفيذ المهام باستحدام الذكاء الاصطناعي والنجاح فيها سيكون العامل الحاسم في جعله مفيد لأغراض تجارية.



مشاركة