يحمل الصوت معلومات عن حالة الجسم الصحية، قد تكون واضحة في حالة الزكام وأمراض والتهابات الجهاز التنفسي، واستكشفت بعض الدراسات وجود علاقة بين قصور القلب والصوت ذلك أنه يزيد من مستويات الوذمة الرئوية التي تؤثر على الحبال الصوتية. ورغم عدم وضوح وجود علاقة مباشرة بين ارتفاع ضغط الدم والحبال الصوتية، لكن بعض الدراسات أظهرت أنها موجودة بالفعل ويمكن باستخدام الذكاء الاصطناعي التنبؤ بارتفاع ضغط الدم من خلال الاستماع إلى تسجيل صوتي فقط.
لذا قام باحثون في مختبرات Klick بتطوير نموذج ذكاء اصطناعي يتنبأ بارتفاع ضغط الدم باستخدام صوت الشخص فقط، وبذلك كل ما على المريض فعله هو التكلم ليقوم النموذج بمعرفة إن كان لديه الضغط مرتفع، دون الحاجة لاستخدام أي تقنية جراحية أو استخدام أجهزة قياس الضغط الخارجية.
كيف طور الباحثون هذه التقنية؟
في الدراسة التي أجراها المختبر اشترك 245 مشارك ( 92 منهم إناث)، طُلب منهم تسجيل أصواتهم 6 مرات كل يوم لمدة أسبوعين، وفي كل مرة يسجلون نفس مقطع الصوت "مرحباً، كيف حالك؟ ما هو مستوى الجلوكوز لدي الآن؟"، وتم ربط هذه العينات الصوتية مع حالة المريض إن كان لديه ارتفاع ضغط دم أم لا اعتماداً على وسطي قياسات ضغط دمه قبل بدء أول عملية تسجيل وبعد انتهاء آخر عملية تسجيل له.
قام الباحثون باختيار مجموعة من الخصائص الصوتية في هذا العينات، مثل تباين درجة الصوت والتغيرات الصوتية وطاقة الكلام وغيرها، ثم تم استخدام عدد من النماذج التنبؤية التي تتدرب على ربط الصوت بحالة الشخص إن كان لديه ارتفاع ضغط أم لا، وبعد تدريب هذه النماذج على البيانات المسجلة، وجدوا في الاختبارات أنه قادر على التنبؤ بضغط الدم بدقة تصل إلى 84% عند النساء ونسبة أقل بلغت 77% عند الرجال.
يؤثر ارتفاع ضغط الدم، الذي يشار إليه باسم "القاتل الصامت" من قبل منظمة الصحة العالمية، على أكثر من 35٪ من سكان العالم. وقد ثبت أن الاكتشاف المبكر والعلاج السلوكي مثل تغيير العادات الغذائية والنشاط الفيزيائي يمكن أن يقلل من تطوره وعواقبه، لذا فإن توفر أداة سهلة الاستخدام متاحة للجميع عبر تسجيل الصوت من خلال هاتف ذكي، يُعتبر خطوة هامة للمساعدة في اكتشافه المبكر خاصة في الأماكن ضعيفة الخدمات الطبية والتي من الصعب فيها إجراء مثل هذه الفحوصات.