في الوقت الذي تتصاعد فيه التحذيرات من احتمال وجود فقاعة في سوق الذكاء الاصطناعي، خرج الرئيس التنفيذي لشركة إنفيديا، جنسن هوانغ، بتصريحات حاسمة تنفي هذا التصور، مؤكداً أن ما يحدث ليس فقاعة بل تحول تقني عميق مدفوع بطلب حقيقي ومتزايد على الحوسبة.
جاءت تصريحات هوانغ خلال مشاركته في منتدى الاستثمار الأمريكي‑السعودي الذي عُقد في مركز كينيدي بواشنطن العاصمة يوم 19 نوفمبر 2025، حيث قال:
"من وجهة نظرنا، لا نرى فقاعة. ما نراه هو تحول جذري في طريقة بناء البرمجيات، وهذا يتطلب بنية تحتية جديدة بالكامل."
ثلاث حجج ضد فكرة الفقاعة
هوانغ قدّم ثلاث نقاط رئيسية لتبرير رفضه لفكرة الفقاعة:
- التحول في استخدام وحدات معالجة الرسوميات (GPU) في مجالات تجارية مربحة مثل أنظمة التوصية الإعلانية ومعالجة البيانات، ما يعكس توسعاً حقيقياً في الطلب وليس مجرد طفرة مؤقتة.
- الذكاء الاصطناعي لا يُستخدم فقط لتسريع التطبيقات الحالية، بل يخلق نماذج أعمال جديدة بالكامل، مثل الروبوتات والذكاء الاصطناعي الفيزيائي، مما يؤدي إلى ظهور شركات جديدة ومنتجات غير مسبوقة.
- الأنظمة الذكية التي تتفاعل مع المستخدم بأقل قدر من المدخلات ستتطلب قدرة حوسبية هائلة، وهو ما يعزز الطلب على شرائح إنفيديا المتقدمة مثل Blackwell، ويبرر النمو المستمر في السوق.
بين إنفيديا وجوجل: اختلاف في زاوية النظر لا في الجوهر
كان رئيس جوجل قد حذّر من احتمال وجود فقاعة في سوق الذكاء الاصطناعي، مشيراً إلى أن انفجارها سيؤثر على جميع الشركات، بما فيها جوجل نفسها. وتتمثل الفقاعة في أن تقييمات شركات الذكاء الاصطناعي قد تكون مبالغاً فيها، على نحو يشبه ما حدث في فقاعة الإنترنت مطلع الألفية.
في تلك الحقبة، كانت معظم شركات التكنولوجيا تمتلك قيمة فعلية، لكن التوقعات المفرطة بشأن سرعة نموها أدت إلى تضخم أسعارها السوقية. وعندما لم تتحقق تلك التوقعات بالسرعة المرجوة، انفجرت الفقاعة. ومع ذلك، فإن العديد من تلك الشركات، مثل مايكروسوفت، استعادت قيمتها لاحقًا، لكن الأمر استغرق أكثر من عقد من الزمن.
هل يعالج هوانغ مسألة الفقاعة فعلًا؟
في الواقع، هوانغ لا يتناول موضوع الفقاعة من زاوية اقتصادية أو نقدية، بل يركّز على جانب الطلب التقني والبنية التحتية. فهو يتحدث عن الفرص الحقيقية التي تتيحها تطبيقات الذكاء الاصطناعي، وليس عن تقييمات الشركات في الأسواق المالية.
لذلك، لا أختلف مع هوانغ فيما ذهب إليه بشأن التحول التقني والطلب المتزايد على الحوسبة، لكن هذا لا ينفي وجود فقاعة تتجلى في المبالغة بتقييم شركات الذكاء الاصطناعي نتيجة الإفراط في تقدير سرعة العوائد أو حجم التأثير القريب، وهو جوهر النقاش الدائر حول الفقاعة.