الذكاء العام الاصطناعي Artificial general intelligence(AGI) يشير إلى الذكاء الاصطناعي عندما يصبح بمستوى ذكاء البشر على الأقل. أي أنه سيكون قادر على القيام بالمهام الإدراكية والفكرية التي يقوم بها الإنسان وعندما يصل لهذا المستوى سيتفوق علينا حتماً بفضل قدرته الكبيرة على الاستفادة من تجارب وخبرات البشرية جمعاء.

يعتقد الباحثون أن امتلاك الآلات للفطرة السليمة Common Sense أمر أساسي للوصول لهذا الذكاء العام؛ فالإنسان فطرياً يفهم البيئة المحيطة به ويعرف كيف يتحرك فيها . وإذا طلبنا من طفل صغير أن يرسم شجرة سيقوم تلقائيا بإحضار أدوات الرسم ثم الشروع بذلك؛ وإذا طلبنا منه أن يزيل الغبار سيبحث عن أداة مناسبة لتساعده في ذلك فهذه الفطرة السليمة لاتمتلكها الآلات وتحتاج أن تتعلمها.

يوجد بعض العلماء الذين يشككون حتى في إمكانية الوصول للذكاء العام الاصطناعي. فرغم كل التقدم في هذا المجال مازالت الأنظمة الذكية مثل روبوت الدردشة ChatGPT وأنظمة القيادة الذاتية تؤدي وظائف محددة متخصصة تم تدريبها عليها مسبقاً؛ وهذا مايطلق عليه الذكاء الاصطناعي الضيق؛ أي أن النظام الذكي متخصص في تأدية مهمة أو عدة مهام فقط. بينما الذكاء العام الاصطناعي يجب أن يحاكي القدرات الذكية للإنسان فيمكن له إيجاد حلول لمشاكل لم يسبق له أن تدرب عليها أبداً.

كيف نصل للذكاء العام الاصطناعي؟

التطور الكبير في مجال الذكاء الاصطناعي في السنوات الأخيرة يعود إلى تقنية التعلم العميق والتي تعتمد بشكل كبير على الكثير من البيانات لتدريبها؛ وتستطيع بعدها أن تأتي بأفضل طريقة لتأدية المهمة التي تم تدريبها عليها. لكن هذه التقنية تقوم على مبدأ إحصائي ولاتستخدم المنطق الصريح في الاستدلال. فبينما يرى دعاة التعلم العميق أن تطوير هذه التقنية سيؤدي بنا إلى الوصول لبناء الذكاء العام الاصطناعي؛ يرى آخرون أنه يجب أن يتم دمجها مع تقنيات تعتمد على المنطق في الاستدلال وليس فقط على الإحصاء. ويعتقد عدد قليل أن الحل يتطلب ابتكارات جديدة لم نكتشفها حتى الآن.

متى نصل للذكاء العام الاصطناعي؟

يفضل معظم الباحثون الجديون أن لايعطوا موعداً زمنياً لأنهم ببساطة لايعرفون ولايريدون التنبوء. لكن أحد الباحثين المعروفين في الذكاء الاصطناعي يورغن شميدهوبر يتوقع أن هذا سيكون في عام 1950. في حين يعتقد الكاتب والمستقبلي ري كروزويل أنه سيكون أقرب وسنصل لهذه المرحلة في عام 2029. يعتقد كروزويل أن الوصول للذكاء العام الاصطناعي يمهد لنا الطريق للوصل إلى التفرد التكنولوجي (السينغيولارتي) الذي يتوقع حدوقة في هام 1945.

تجدر الإشارة أن البعض يشير إلى الذكاء العام الاصطناعي بالذكاء الاصطناعي القوي رغم أنه تاريخياً لم يكن يقصد به هذا المعنى. ويرى أحد آباء التعلم العميق "يان لوكون" أن مصطلح الذكاء العام الاصطناعي يجب أن يستعاص عنه بمصطلح "ذكاء اصطناعي بمستوى الذكاء البشري" Human-level AI فالذكاء العام الاصطناعي مصطلح فضفاض وحتى الذكاء البشري هو ذكاء متخصص فلا أحد يمكن أن يكون ذكياً ومبدعاً في كل المجالات.